إيمان الدبيّان
كل ما يظهر في المجتمع هو منا ولنا، بنا وإلينا، بعض أفراد المجتمع يكونون سبباً وعوناً في انتشار ظاهرة جميلة، وبعضهم سبباً في وجود ظواهر سيئة، والبعض متفرجاً متلقياً مميزاً بينهما، وغيره لا تفرق معه في توجهه إلى أي منهما، الظواهر والمظاهر متنوعة متعددة مختلفة، ومما يزعج في بعضها ما نراه في صرح يعتبر بوابة حضارية واقتصادية عالمية ومحلية بمساحاته وجمالياته وتطوراته وحجم استيعابه؛ إنه مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، الذي يتشوه منظراً ورقياً بالأشخاص الذين يتجاذبونك صوتاً وإشارة، تصريحاً وتلميحاً، إن كنت تقف مستقبلاً أو تمشي قادماً، ليلتقطوك (صيدة) سريعة لسياراتهم غير المؤهلة، وبحالتهم غير المطمئنة؛ لتوصلك إلى وجهتك بمبلغ متفق عليه قبل أن تفكر في أي شركة من شركات النقل الرسمية والمعتمدة في المطار، أو قبل أن تحتضن قادماً لك شوقك له يلفت الأنظار، هذا المنظر الذي نراه في صالات المطار وخارجه وحول بواباته يطرح أسئلة كثيرة منها:
هل النقل بالسيارات الخاصة وبهذه الطريقة مسموحٌ؟ أين الرقيب والحسيب في داخل المطار؟ وأين المسؤول عن ذلك في الخارج؟ وقبل وبعد والأهم في هذا الصدد أين وعي المواطن؟ لماذا يَقبَل بالتنقل بالسيارات الخصوصية ولا يقبل بالشركات والتطبيقات الرسمية؟
النقل بالسيارات الخاصة ظاهرة منتشرة في بعض المدن وفي بعض الأماكن الواضحة، مجرد أن تقف على قارعة الرصيف لأي سبب كان ترى السيارات تقف تخطب ودك لتنقلك لأي مكان بمختلف الجنسيات، وبسيارات مختلفة الأشكال والألوان، ليست ضمن التطبيقات ولا تتبع لشركات، فمن المسؤول، ولماذا لا توضع لهذه الظاهرة حلول؟ ظاهرة تعيق الحركة، وتضايق في الرزق كل مواطن يعمل في التطبيقات في المهنة.
أقترح أن توضع لوحات إرشاد وتنبيه في أماكن تواجد هذه الظاهرة تشير إلى عدم التعامل معها والتوعية بسلبيات ماينجم عنها، وتذكير المخالفين بالنقل الخاص إلى تطبيق العقوبات في حال ثبوت المخالفات.
مهم أن يعي الإنسان قيمة النظام، وأهمية الالتزام، ولا يجعل العقوبة المالية فقط هي الرادع، بل الأهداف الإنسانية والوطنية هي مسار الحياة الساطع، نسعى للمصالح الجماعية لا الفردية، نرقى بقيمنا الاجتماعية بالفكر والتطوير إلى مدارج العالمية، نكوّن عن مجتمعنا صوراً أصيلة ولا نرضى بالخيارات السيئة بديلة.