عبده الأسمري
من عمق فكر حسام وأفق مهام جسام جنى فوائد «المشاهد» وحصد عوائد «الشواهد» في متون «العلوم» وشؤون «المعارف».
ظل في سباقٍ مع بعد «نظر» حافل بالإبداع فحسم تعدد الأمنيات بعناوين «تفوق» رافقت سيرته واقترنت بمسيرته حتى أوى إلى «ركن» شديد من التنوع العلمي و»متن» سديد من التحول المعرفي. انجذبت نحوه «الأضواء» في رداء ثقة منحته «المعالي» فظل يعمل في صمت مسكون بالانفراد فانطلق «دوي» العطاء ليتحول إلى «مكسب» بشري لمنصات «الاحتفاء» الوطني التي لمع فيها بوقع «الأداء» وواقع «الكفاءة».
إنه مدير جامعة الطائف ورئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب السابق معالي الدكتور حسام بن عبد الوهاب زمان أحد أبرز رجال الدولة وقامات التخطيط الإستراتيجي في الوطن.
بوجه دائري «مديني» بحكم الأصول واحتكام الفصول وتقاسيم مألوفة تملؤها علامات «الذكاء» وسمات «العطاء» وملامح تتماثل مع والديه وتتكامل مع عائلته وعينان تنبعان بالتفكر وتسطعان بالتبصر وشخصية متزنة «الفكر» وسطية «الرأي» حيادية «الرؤية» وأناقة زاهية تعتمر الأزياء الوطنية وتتكامل على «محيا» أصيل عامر بالأثر وغامر بالتأثير, وكاريزما تتقاطر أدباً, وتتسطر تهذيباً, وصوت جهوري بلكنة «مدينية» وسكنة «مهنية» تتوارد منها عبارات «فصيحة» واعتبارات «حصيفة» يعلو فيه صدى «التخطيط ويسمو وسطها مدى «التنفيذ» وتتبلور فيها «سياسات» الإدارة و»أساسات» الإرادة وحضور زاهٍ في خطط «التأسيس» وتواجد باهٍ في مخططات «التطوير» وموهبة عميقة وخبرة متعمقة في العمل المؤسسي قضى زماناً من عمره سنوات وهو يملأ سجلات الجامعات بوقائع «الأولوية» ويبهج أنحاء المنصات بحقائق «الهوية» كاتباً اسمه في «قوائم» المؤثرين وكاسباً ذكره في «قامات» المبدعين أكاديمياً وتنفيذياً وقيادياً وريادياً, رسم خرائط «المكانة» بمستوى «الأداء» وأسس قواعد «التمكين» بمحتوى «السخاء».
في طيبة الطيبة وفي أجوائها «الطاهرة» ولد في حي العنابية المجاور للمسجد النبوي عام 1396هـ ودوت «التبريكات» في منزل والده «التربوي الوجيه» وتناقل «جيران» المكان و»سكان» الزمان النبأ الميمون بتباشير «السرور» وتعابير «الفرح» وتفتحت عيناه على أب كريم من أهل «القرآن الكريم» ورجالات التعليم وأم معلمة آثرت «التقاعد» المبكر للرعاية والعناية به وبإخواته الثلاث..
كبر حسام في «أحضان» التقى ووسط «ميادين» الوقار وتعتقت أذنه بتلاوات «اليقين» في حضرة والده الذي كانت له حلقة دائمة لتعليم القرآن الكريم في المسجد النبوي لأكثر من ربع قرن حيث ظل يرافقه طفلاً منصتاً وتلميذاً نجيباً في «مواقع» السمو القرآني حتى حفظ القرآن الكريم وهو ابن العاشرة.
تعتقت نفسه صغيراً برياحين «الروحانية» وتشربت أنفاسه مضامين «السكينة» وامتلأ وجدانه بعبير «الطهر» وابتهج داخله بأثير «الرقي» واعتمرت «قلبه» اتجاهات «الصفاء» و»منطلقات» النقاء وهو يطرب سمعه بألحان سماوية من مكبرات «الجوامع» ويفرح قلبه بمعانٍ انتقائية من منصات «المنافع».
ركض حسام مع أقرانه وأبناء جيله على ثرى «المدينة» الطاهر في أحياء متجاورة قوامها حسن الجيرة, ومقامها محاسن السريرة, وظل يراقب وجوه البسطاء في شوارع بلدته وهم يرسمون مشاهد «الضيافة» للزائر, ويؤصلون مشاهد «الإعانة» للعابر, مكللاً بحفاوة «التربية» ومجللاً بحظوة «التوجيه» مقتنصاً «الود» في سحن العلماء ومستلهماً «الجد» في شأن «الفضلاء».
ظل يرتقب اجتماع أسرته كل مساء ليفضي إليهم بحديث «الأمنيات» الذي كان «بصيرة» بالاعتزاز الباكر و»وتيرة» من التميز المبكر وتنامى إلى حدس والديه قدوم مشروع وطني مميز فأسبغا عليه بنعم «النصح» وقيم «النفع»
أنهى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدارس التحفيظ والثانوي في المعهد العلمي واجتازها بتفوق ثم أكمل التعليم الجامعي في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة المنورة ولأنه شغوف بالعلا واصل دراساته العليا وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم «الإدارة وتحليل السياسات» من جامعة بيتسبرغ بالولايات المتحدة الأمريكية.
عمل كعميد مؤسس لكلية الحقوق بجامعة طيبة عامي 2011 و2012 وعميد مؤسس للجودة بجامعة طيبة من عام 2008 - 2013 ومساعد وكيل الجامعة للتطوير والجودة بنفس الجامعة عامي 2013 و2014 وتعين كمشرف عام على فرع الجامعة السعودية الإليكترونية بالمدينة المنورة عامي 2013 و2015 ومدير عام المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم تحت إشراف اليونسكو «مدير مؤسس» من عام 2015 وحتى 2018 ثم تم تعيينه مديراً لجامعة الطائف من عام 2016 وحتى 2019 ثم تعين رئيساً لهيئة تقويم التعليم والتدريب في الفترة من 2019 - 2021.
له عدة عضويات في عدة قطاعات وجهات وطنية ودولية حيث يشغل حالياً عضو اللجنة التنفيذية لدارة الملك عبدالعزيز مجلس إدارة مركز قياس أداء الأجهزة الحكومية (أداء) ومجلس شؤون الجامعات ومجلس إدارة مدارس مؤسسة «مسك» ومجلس الأمناء لأكاديمية الشعر العربي. وكان عضواً في اللجنة العليا لبرنامج تنمية القدرات البشرية والمجلس العالمي لمراقبة جودة التعليم ممثلاً عن المجموعة العربية في اليونسكو والفريق الاستشاري لمشروع مؤشر المعرفة واللجنة التنفيذية لمجموعة العمل الدولية حول المعلمين التابعة لليونسكو وإضافة إلى عضويته في الهيئة الاستشارية لمعهد اليونسكو الدولي للإحصاء.
وضع الدكتور حسام بصمات جلية, وإضاءات ساطعة, وإمضاءات لامعة في هيئة التقويم والتدريب تمثلت في عدة اتجاهات وتطوير ما يقارب 20 مشروعاً شراكة إستراتيجية مع وزارات ومؤسسات وطنية ودولية وخطط متوالية ومبتكرة في التحول الرقمي والتأسيس لنظام الاعتماد العسكري وتحديث الهيكل التنظيمي للهيئة والإشراف على تطوير وتنفيذ اختبارات الرخص المهنية للمعلمين وإطلاق نظام اعتماد المدارس الأهلية بمشاركة 24 من الشركات التعليمية الوطنية والعالمية.
وقام بجهود جبارة في جامعة الطائف من خلال إنشاء وقف استثمارات جامعة الطائف لتفعيل الاستثمار في الاقتصاد المعرفي وإنشاء إدارة جديدة للشؤون الثقافية وأول أكاديمية للشعر العربي، وأول نادٍ طلابي للموسيقى وتطوير 47 برنامجاً أكاديمياً ضمن مبادرة التحول البرامجي، وتمكين المرأة خلال تعيين أربع عميدات في كليات الطب وشؤون المكتبات والتعاون الدولي وخدمة المجتمع في مبادرة هي الأولى في الجامعات السعودية وفتح القبول في كلية الهندسة للطالبات وأول فرقة كشفية للطالبات وغيرها من الإنجازات المقترنة باسمه.. وقد قام الدكتور حسام بأعمال جبارة في مركز اليونسكو للجودة والتميز في التعليم تمثلت في عدة مشاريع علمية ومعرفية خليجياً وعربياً ودولياً.
شارك حسام في عدة مؤتمرات وندوات وقدم عشرات البحوث المتخصصة محلياً وخارجياً. حسام زمان عقل الجودة ورجل الإدارة ووجه التخطيط صاحب السيرة المشفوعة بالمعاني والمسيرة المسجوعة بالتفاني.