احمد العلولا
«كمن يغرق في شبر ماء»
هذا هو حالنا -للأسف- مع تاريخ توثيق كرة القدم في بلدنا العزيز، وهو بالمناسبة تاريخ قصير حديث العهد لا يكاد يعود لمئات السنين.
ومع هذا ساد (هرج ومرج) وجدل بيزنطي لا يقدم أو يؤخر منذ تشكيل لجنة التوثيق في فترة مضت برئاسة الأستاذ/ تركي الخليوي.
وقد قامت اللجنة بعمل توثيقي.. اللهم أن هناك اعتراضًا من قبل البعض وهذا طبيعي جداً،، واليوم وقد أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن بدء مشروع ومرحلة جديدة من التوثيق التاريخي لـ «المستديرة» تحت إشراف الأتحاد نفسه، ولكن هذه المرة ستتم الاستعانة بخبراء من (الفيفا) يشاركون في هذا العمل المحلي،، ولي رأي متواضع في هذا الجانب بطرح السؤال التالي: ماذا سيقدم الخبير الأجنبي من معلومات أكثر من تلك التي يمتلكها الرياضي السعودي (فكونا من عقدة الأجنبي).
تاريخ الرياضة السعودية،، وكرة القدم بصفة خاصة (أسهل من شرب الماء) لأن المراجع موجودة لدى وزارة الرياضة ممثلة في اتحاد القدم ومكاتب الوزارة في المناطق وبعض الكتب الرياضية،، وأرشيف كل نادٍ.
عملية التوثيق ليست (معقدة) وإن حاولت بعض الأندية (تعقيد) المسألة.
التاريخ موجود وماثل للعيان وليس من العيب أن تتم الاستعانة بعدد من رجالات الرياضة المخضرمين، لمسألتهم حول أمور خلافية وينتهي الجدل الذي طال ولن ينتهي إذا استمرت الأمور كما هي عليه.
(زبدة الكلام) توثيق تاريخ كرة القدم ليس بحاجة لخبراء دوليين،، وابن الوطن قادر على القيام بهذه المهمة على الوجه المطلوب بشرط التعاون معه وعدم وضع العراقيل في طريقه.. سامحونا.
من الرس لخليجي البصرة
وقد تابع الجميع مباراة منتخبنا الرديف أو ما بعد الأولمبي،، وقل (الرمزي) بعد.
اختلفت المسميات، والمنتخب هو المنتخب،، كانت مباراة الملعب (البركة) أو الملعب (الصابوني) الذي يثير مشاهد ضاحكة ومسلية تدخل السرور والسعادة على قلب كل من يتابع مباراة لا تمت لكرة القدم بأي صلة كانت.
حقيقة تلك المباراة أعادتني للوراء كي أسترجع ذكريات مرحلة المراهقة،، وفي الرس تحديداً كنت ومجموعة من الأصدقاء في فريق العربي (حواري) نتمنى لعب مباراة مع الوحدة (الخلود) حالياً،، ذلك الفريق الأكثر تنظيماً المرصع بالنجوم،، كان عمر هوساوي - رحمه الله،، مؤسس ذلك الفريق الوحداوي،، يرفض اللعب مع أي فريق إلا في الإجازة الصيفية بحكم أن أفضل لاعبيه متواجدين في الرياض للدراسة.
يبدو أنه اقتنع بفكرة إقامة مباراة بين الفريقين في يوم ماطر شديد البرودة، ومن المؤكد أن هذا في أول شهر يناير،، لعبت المباراة على ملعب ترابي بكل تأكيد،، ولك أن تتخيل المشاهد التي حدثت،، (زحلقة) وكرات تسدد تقع في مستنقعات المطر بدلاً من أن تأخذ طريقه للشباك،، تحولت المباراة لساحة من الضحك وفي النهاية يخرج اللاعب محملاً بما يقارب من عشرة كيلو جرامات من الوحل تغطي سائر الجسد ،، من رأسه حتى أخمص قدميه،، بالكاد سلمت العينين من ذلك الوحل.
ما أشبه الليلة بالبارحة،، وهكذا كانت مباراة منتخبنا مع العراق (صورة طبق الأصل) لواقعة الرس قبل نصف قرن،، سامحونا.
فـ أمان الله يا البصرة،، الفيحاء
«الخميس هو مسك ختام خليجي 25»
ذلك المونديال الخليجي الكبير الذي شهدته (بصرة) الرافدين،، الشاعر بدر شاكر السياب،، بصرة النخيل وشط العرب و(سمك المسكوف).
بالمبارك للفائز باللقب علماً أن الكل قد فاز والسبب أن البصرة التي نجحت في استضافة البطولة بدرجة امتياز لم تشهد -ولله الحمد- أي خروقات أمنية،، وقد تبددت تلك المخاوف لدى البعض أن تشهد الساحة (البصراوية) انفلاتاً أمنياً من عناصر موالية للملالي في (قم) بهدف إفساد البطولة، وهذا التجمع الخليجي الأخوي الكبير،، هذا النجاح كان يقف خلفه أهالي البصرة الكرام الذين تجلت مواقفهم العربية بصورة تدعو للفخر والاعتزاز،، لقد أحاطوا ابن الخليج في الفيحاء بالكرم وحسن الضيافة،، استقبال رائع تحت شعار (البصرة ،، بصرتكم).
الحمد لله حمداً كثيراً على ما تحقق في البطولة من مشاعر صادقة تجلت فيها روح البيت الخليجي الواحد وأنه لا مكان للمندسين الذين خابت تطلعاتهم لشق الصف،، شكراً للعراق،، وللبصرة الفيحاء وأهلها الطيبين الذين فتحوا قلوبهم لأشقائهم من دول الخليج،، خليجنا واحد،،، وشعبنا واحد،،، سامحونا.