عثمان أبوبكر مالي
يحل بعد أربعة أشهر من الآن؛ وتحديداً في نهاية شهر يونيو القادم، موعد انتهاء الفترة الانتخابية لإدارة نادي الاتحاد الحالية، وتكمل بذلك الإدارة سنواتها الأربع الرسمية المنصوص عليها كاملة، وهذه أول مرة ينهي فيها مجلس إدارة في هذا النادي العريق (فترته الانتخابية كاملة) منذ أكثر من عشرين عاماً، وتحديداً منذ بداية الألفية الثالثة، في عام 2003م، عندما تولى المهندس حسن جمجوم رئاسة النادي ذلك العام، وتنازل بعد عام واحد عن المقعد الوثير وخلفه منصور البلوي في عام 2004م، وجاء من بعده ستة عشر رئيساً (بالتمام والكمال) تولوا المنصب منذ عام 2007م، إما بالانتخاب أو التكليف، ولم يستمر أي رئيس منهم بعد منصور البلوي مدة (انتخابية كاملة) إطلاقاً، فيما كانت أطول فترة بعده في عهد أخيه (إبراهيم البلوي) الذي استمر في المنصب عامين ونصف من (يناير 2014 إلى يونيو 2016م)، وجاءت فترات الرؤساء الآخرين (مكلّفين) ما بين بضعة شهور إلى عام (حسب القرار) فيما المنتخبين غادر أكثرهم بعد عام أو أقل لأسباب مختلفة.
وتعد إدارة أنمار الحائلي هي الإدارة الوحيدة التي رغم استمرارها (كامل فترتها) لم تستطع خلال هذه المدة الطويلة أن تسجّل (حضوراً) لافتاً في أي مجال من مجالات النادي وأعماله، حيث لم تحقق حتى الآن (على مدى ثلاث سنوات وثمانية أشهر) أي إنجاز يُذكر أو يدوّن في سجلات البطولات (المعتبرة)، على الرغم من أنها تعد أكثر إدارة تم دعمها مادياً ومعنوياً في تاريخ النادي (الحديث) لكنها فشلت كما لم تفشل إدارة من قبل، ليس على صعيد الإنجازات (البطولات) فقط، وإنما تجاوز الأمر إلى شؤون النادي وكثير من تعاملاته الأخرى، إن لم يكن جميعها، سواء في الألعاب والنتائج والبطولات، أو في التعاملات الإدارية (الحوكمة والكفاءة المالية والرخصة الآسيوية) أو القضايا والشكاوي والديون الكبيرة أو الصدامات مع بعض الأندية، أو عقود اللاعبين الأجانب وقضاياهم الداخلية والخارجية وفي سمعة النادي لدى المنظمات الرياضية، حتى في الألعاب المختلفة التي عرف واشتهر الاتحاد بها وفي سجله وتاريخه إنجازات مشرِّفه على الصعيد القاري (وليس المحلي فقط) سقطت في عهد الإدارة الحالية.
ولم يبق أمام إدارة أنمار الحائلي ما يمكن أن تفعله وتقدمه للعميد سوى التسليم بأنها غير قادرة على أن تقدِّم مفيداً أو إضافة للنادي الكبير، من خلال عملها وفكرها وخطواتها، فقد جانبها (التوفيق) طوال فترتها الماضية، وكما يقول المثل (التوفيق عزيز) وسيكون أفضل ما يسجل ويحسب لها أن تعلن مبكراً عن موعد (استدعاء) الجمعية العمومية للانعقاد مبكراً، في وقت قريب ومحدد، وتترك الفرصة لاختيار مجلس إدارة جديد من الراغبين والقادرين، وأن يكون ذلك وفق (آلية) محددة سيأتي الحديث عنها لاحقاً.
كلام مشفَّر
* ليس فقط إدارة أنمار الحائلي في الاتحاد التي عليها أن تغادر وتترك الفرصة لأسماء أخرى، إنما الأمر ينطبق تقريباً على تسعة أندية أخرى، تنتهي فترة إداراتها الانتخابية (متزامنة) مع إدارة الاتحاد، وهي جميعها (تقريباً) جانبها التوفيق في عملها خلال الأربع السنوات الماضية، وغير قادرة على أن تحقق أماني ورغبات وطموحات جماهيرها.
* في نهاية شهر يونيو القادم، تنتهي الفترة الانتخابية لإدارات عشرة أندية هي بالإضافة إلى الاتحاد، الهلال والشباب والرائد والفتح والباطن والوحدة والفيحاء والاتفاق والعدالة، وجميعها ينطبق عليها - من وجهة نظري - ما قلته عن إدارة الاتحاد، باستثناء إدارة فهد بن نافل في الهلال، وخالد البلطان (في الشباب).
* الإدارات السبعة المذكورة جانبها التوفيق طوال الأربع السنوات، وتحولت إلى أشبه بـ(إدارات ترزز) كما يقول العامة، وسيكون أفضل ما تقدّمه هذه الإدارات لأنديتها ترك الفرصة لشخصيات أخرى تتولى المنصب عبر صناديق الاقتراع في (الجمعية العمومية) للنادي وسيجدون من جماهيرهم الشكر والتقدير والثناء على هذه الخطوة من أجل مستقبل ومصلحة الأندية والرياضة السعودية.
* ومن وجهة نظري، هذه الأندية ننتظر أن تولي وزارة الرياضة اهتماماً أكبر وأقوى لخطوة عقد جمعياتها العمومية، وتنصح الإدارات الحالية بإفساح الفرصة أمام مرشحين غيرهم من أجل عمل مختلف وأفضل، خاصة الإدارات التي هناك شبه إجماع عليها من قبل جماهيرها التي تجاهر وبأصوات مرتفعة رافضة استمرارها لفترة أخرى ومطالبة لها بالمغادرة مع كامل الشكر والاحترام لها.