واس - البصرة:
البصرة الفيحاء وشطّ العرب قصة عشق تروى وصنوان لا يفترقان أبداً، فالشطّ نهرٌ خالدٌ ارتوت منه الأمم والحضارات الإنسانية التي قامت فوق ثرى بلاد الرافدين، ومياهه تنساب هادئة كالحلم لداخل النفس التواقة، ليأسرها حباً لحظة وقوفها على ضفتيه، الذي كانت وما زالت رمزاً لوحدة العرب ومحلاً لالتقاء الأشقاء ولو بعد حين. ولشطّ العرب وبصرة الفيحاء حكايات كثيرة قديمة وحديثة، أكثرها قرباً من النفس وأحدثها، تلك الألفة الحميمة التي جمعت دول الخليج العربي المشاركة في بطولة خليجي 25 المقامة حالياً بالبصرة، والحفاوة غير المستغربة من العراق وأهله الكرام لأشقائهم فهي سمة عربية أصيلة. وافردت مياه «شطّ العرب» العذبة، أشرعتها لتلتقف عناوين المحبة والإخاء وتسبر أغوارها، فعلى ضفتيه تغنى الفلاح البسيط ليغرس الجنان والبساتين بالنخيل الباسقة عزة وشهامة، ليجعل من مدينته مستقراً لكثير من الحضارات القديمة كالآشورية والبابلية والسومرية وحضارة عكد، وصولاً إلى الحضارة العربية التي عاشت زهو مجدها وعز نظارتها على ضفتيه لتكون منبراً ومركزاً للفنون والأدب والثقافة الإنسانية العربية الخالدة، ومناراً لباقي الأمم.