محمد الخيبري
عقدان من الزمن مضيا والهلال والهلاليون لاعبين وإداريين وجمهوراً وإعلاماً بين مد مقاومة التندر والإساءة والسخرية وجزر تبيان الحقيقة بالأدلة والأرقام والوقائع حول تأهل الهلال لكأس العالم للأندية عام 2001م من الملعب كبطل للقارة..
إلغاء تلك البطولة لأسباب ليست للهلال أدنى مسؤولية فيها كان أحد أسباب التندر والإسقاط الذي واجهه الهلاليون طوال تلك المدة الماضية..
تمثيل النصر في بطولة كأس العالم للأندية عام 2000م كمرشح من اتحاد القارة بعد فوزه بالتصويت على بطل القارة جابيلو ايواتا الياباني كان أحد أهم أسباب الضغط الإعلامي والجماهيري على الهلاليين..
وعلى الرغم من حصد الهلال للبطولات بالفترة التي سبقت تحقيقه للبطولة الآسيوية عام 2019م والتي تأهل من خلالها للمرة الثانية في تاريخه لكأس العالم للأندية واللعب للمرة الأولى وابتعاد المنافس التقليدي له عن تحقيق البطولات لنفس المدة إلا أن التندر والإسقاطات على الهلاليين وعلى كافة المستويات مستمرة وبشكل غريب ومتناقض..
في تلك الفترة حصد الهلال أكثر من ثلاثين بطولة كرقم قياسي صعب الكسر إن لم يكن مستحيل الكسر من أي فريق محلي منافس للهلال..
والمثير للدهشة أن النصر عانى خلال تلك الفترة من «الصيام البطولي» على مستوى الفريق الأول على الرغم من أن موقفه الإعلامي والجماهير أكثر صخباً من الجانب الهلالي الذي استمر في المحاولات لتحقيق البطولة الآسيوية والذي لعب فيها مباريات نهائية دراماتيكية انتهت إحداها نهاية مأساوية كان بطلها الحكم الياباني الشهير «نيشيمورا»..
غياب المنطقية في أن يُختزل المجد الهلالي في تحقيق «دوري أبطال آسيا» واللعب بكأس العالم للأندية واختزال منتهى المجد النصراوي في اللعب بكأس العالم كانت له تبعاته في التأثير على الشارع الرياضي إعلامياً وجماهيرياً وتشكلت أكثر من جبهة من الضغوطات مساندة للجبهة النصراوية سواء بالمدرجات الجماهيرية أو المنصات الإعلامية..
حتى باتت عبارة «العالمية صعبة قوية» تلازم كل إخفاق آسيوي هلالي ومتنفس للنصراويين في حال استمرار فريقهم في الإخفاق واستمرار الهلال في تحقيق الإنجازات والبطولات وكسر الأرقام..
الهلال يواصل الإنجازات تلو الإنجازات ويحقق الأرقام القياسية محلياً وخارجياً حتى أصبح تفاعل الجماهير الهلالية مع تلك الإنجازات مثالياً جداً إلى درجة الرتابة نظراً للتشبع البطولي المحلي حتى عام 2019 وتحقيق الهلال للبطولة المستعصية والتي أعلنت بشكل نهائي نهاية العبارة الشهيرة «العالمية صعبة قوية» التي تعامل معها الهلال كلقاح طويل المفعول لتحقيق ما كان مستعصياً عليه..
عام 2019 الذي كان فيه التحول الجيلوجي للبوصلة الهلالية حين أعلنت صافرة حكم لقاء الهلال «وأوراوا ريد دايموند الياباني» على أرض ملعب سايتاما الهلال بطلاً لكأس دوري أبطال آسيا وممثلاً للقارة ببطولة كأس العالم للأندية..
وتواصلت أرقام الهلال القياسية المحلية والخارجية في تحقيق الإنجازات كماً وكيفاً ونوعاً وفي مدة قياسية إعجازية ليتوج من جديد بطلاً للقارة عام 2021 ويتأهل للمرة الثالثة لكأس العالم للأندية تاريخياً ويلعب للمرة الثانية..
ويستمر الهلال في كسر أرقامه القياسية ليحقق أعلى نتيجة فوز في منافسات كأس العالم للأندية بعد فوزه على مستضيف البطولة فريق الجزيرة الإماراتي بستة أهداف مقابل هدف ويحقق الدوري السعودي للمحترفين ثلاث مواسم متتالية ليكون الفريق الأعظم بالقارة الآسيوية..
مسيرة زعيم الكرة السعودية وكبير آسيا في بطولة كأس العالم للأندية كانت مسيرة مقنعة والتصاعد الفني يختلف بين البطولتين التي خاضها الهلال فقد لعب في مجمل البطولتين ست مباريات سجل من خلالها عشرة أهداف واستقبل أحد عشر هدفاً..
وينتظر الهلال والهلاليون مجدٌ تليدٌ آخر وموعد مع تحقيق المزيد من الأرقام القياسية بعد اختياره ممثلاً للقارة في بطولة كأس العالم للأندية في شهر فبراير المقبل كآخر بطل للقارة ولعدم انتهاء البطولة الآسيوية لهذا العام ليلعب الهلال للمرة الثالثة ومتأهلاً للمرة الرابعة بتاريخه..
قشعريرة
هناك أصوات وآراء ركيكة تطالب بأن يلعب النصر بديلاً للهلال في بطولة كأس العالم في فبراير المقبل لأن النصر تعاقد مع الأسطورة العالمية «كريستيانو رونالدو» محاولة منهم للتقليل من التمثيل الهلالي.. وأعتقد أنهم يسيئون لنصرهم ولنصراويتهم..