عطية محمد عطية عقيلان
تسعى الشركات وحتى الحكومات إلى استخدام التسويق لجذب الزبون المستهدف، لتجربة خدماتها أو منتجاتها، ولتحقيق ذلك، يتم اللجوء إلى الدعاية والإعلان، والتي تتم إما بالطريقة التقليدية بالإعلان المباشر للمزايا والفوائد، أو تكون بطريقة غير مباشرة، والتي أثبتت جدواها ونجاحها بشكل أكبر، وذلك من خلال استقطاب نماذج مؤثرة تستخدم المنتج أو تحمل اسمه، سواء كانت لفنان أو رياضي أو سياسي وغيره، وربط المنتج أو الخدمة به، أو إنتاج إصدارات خاصة، أو تعيينه كسفير لهذه العلامة التجارية، ووجدت الشركات أثر ذلك على زيادة مداخيلها وأرباحها مع ارتفاع قيمتها السوقية، بتأثير ما عمله المشهور على معجبيه، وتكوين انطباعات واستقطابات وارتباط بالمنتج أو الكيان الذي أعلن له، وبالطبع التسويق في الغرب وخاصة لدى الشركات الأمريكية وحتى الأحزاب السياسية فيها، طبقت ذلك سواء بالطريقة التقليدية المباشرة أو غير المباشرة عبر المشاهير والنجوم، ومن التجارب الناجحة، ما حدث مع شركة نايكي، حين قرر مالكها فيلب نايت عام 1984م بالارتباط بشاب موهوب في كرة السلة اسمه «مايكل جوردان»، لتبدأ مرحلة جديدة في تفوق الشركة على المنافسين، وحققت أول سنة مبيعات من منتج جوردان، 126 مليون دولار، ومن ثم أصبحت تستحوذ على سوق الأحذية الرياضية، ويجني حتى يومنا هذا جوردان مائة مليون دولار سنويا قيمة هذا الارتباط، واتجهت الكثير من العلامات التجارية لجذب المشاهير والأساطير لتكوين علاقة تسويقية معهم، وكسب متابعيهم ومعجبيهم، ورأينا كيف، أثرت المسلسلات أو الأفلام، للترويج لسياحة بلد أو جزيرة أو مدينة أو حتى لمطعم أو طباخ، بتصوير الحياة فيها بطابع درامي، تحفزهم للسفر والاستمتاع، لذا ما يتم من معارض وفعاليات ومهرجانات وأعمال فنية، هو نوع من التسويق غير المباشر لجذب السياح وارتباطهم بالمكان واكتشاف جماله، ورأينا كيف تناقلت المحطات بمختلف اللغات، اللقطات العفوية التي حدثت في رالي داكار السعودية العام الماضي21، والتي أظهرت التنوع الجغرافي للمملكة وما فيه من جذب للسائح الباحث عن الطبيعة، وأقامت المسابقات الرياضية، كبطولة الدرعية للتنس الأرضي والبولو في العلا، لسياحة المهتمين بهذا الجانب من الرياضة، كذلك السوبر الإيطالي والإسباني، استمرار للتسويق غير المباشر لمحبي كرة القدم، وهي تأكيد، لأهمية التسويق عبر خلق انطباعات مؤثرة من النجوم، والتي حتما ستقود للاتقطاب وتحقيق مكاسب مالية وعوائد مجزية وأرباح، وهذا التأثير غير المباشر، يدعونا إلى تسليط الضوء على ما قام به نادي النصر السعودي، بالتعاقد مع اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدوا والذي يعتبر من أساطير كرة القدم المعاصرين، وله ملايين المعجبين، حيث يبلغ عدد متابعيه (532 مليونا على أنستقرام، و150 مليونا على فيس بوك، و95 مليونا على تويتر)، ومنذ إعلان نادي النصر التعاقد الرسمي معه، تصدر الخبر المواقع والصحف الرياضية، وأن خبر التعاقد معه على موقع النادي، شاهده أكثر من سبعين مليونا، واصبح خبر انتقاله ترند في تويتر، في عدة قارات، وخلال 24 ساعة زاد عدد متابعي حساب نادي النصر 625 في المائة، ليصل حتى الآن إلى 3 ملايين وستمائة ألف متابع في حساب تويتر، وفي أنستغرام ارتفع من 800 ألف إلى أكثر من 6 ملايين متابع والرقم بارتفاع يومي، وسنعكس هذا الزخم الإعلامي لحضوره، ليس على نادي النصر فقط، بل على الرياضة في السعودية وسيظهر أثرها عبر التالي:
1- زيادة عدد الحضور الجماهيري للملاعب وزخم المتابعة من مختلف القارات وتأثيرها في مداخيل الأندية، ومنافسة الدوري لكبرى الدوريات العالمية في حجم المتابعة والاهتمام ورفع مستواه عالميا.
2- تشجع الأندية على الاستثمار في المتاجر والبيع عبر المنافذ الإلكترونية «حيث أشارت تقارير إخبارية عن نفاذ قمصان رونالدو من متجر النصر خلال ساعة».
3- سهولة الحصول على رعاة عالميين، واستقطاب لاعبين من النخب، لشهرة الدوري وشهرت أنديته.
4- تحفيز الأندية على استقطاب نجوم ونخب من مختلف الدوريات العالمية، وتأثر إيجابي في اللاعب المحلي، لرفع مستواهم ولياقتهم، من باب العدوى الحميدة وكسب الخبرة الانضباطية.
5- عل وعسى أن تكون مفيدة، وتنعكس بالارتقاء بالطرح الإعلاني والبرامج التلفزيونية الرياضية، وتخفف التعصب والاحتقان، ومحللون يكونون إضافة، بفائدة تحليلية عالية والقليل من الميول.
6- أهمية العمل الاحترافي في الأندية، لوضع رؤية تحفظ حقوق النادي وتحقق العوائد المجزية له، وتواكب التطور، والتي تتطلب وجود فريق عمل متكامل ملم بالقوانين الرياضية بالفيفا، ومفاوضين أكفاء، وهذا كان موجوداً في صفقة كريستانو وبشباب سعودي برؤى واعية.
خاتمة: يقول رائد صناعة الإعلان «ديفيد أولفي» (يجب على كل إعلان أن يكون إضافة لصورة العلامة التجارية)، ومن هذا المنطلق نشرت قناة العربية، بأن القيمة السوقية لنادي النصر السعودي ارتفعت بنسبة 34 في المائة، بعد تعاقده مع رونالدو، وبات النادي، صاحب أعلى قيمة سوقية في ثلاث قارات، وبعيدا عن الميول والأماني، نفخر ونحتفل، بكل الأخبار والشهرة الإيجابية التي تضيف تقدم وتطور ورقي في أي منحى للمملكة، وهي تأكيد أن الدعم والرؤية المباركة 2030، تحقق أهدافها على كافة المسارات، والرياضة تحظى بدعم واهتمام لا محدود، وتحصد إنجازات في مختلف الرياضات.