الرياض - خاص:
ينطلق المنتدى السعودي العالمي للإعلام، في نسخته الثانية، الذي تحتضنه الرياض، خلال الفترة 21-20 فبراير 2023، مستحضرًا النجاحات التي حققها في نسخته الأولى، قبل ثلاثة أعوام، بتأسيسه لمرحلة جديدة للإعلام عبر مناقشة التحديات والفرص في صناعة الإعلام، ليأخذنا في دورته الثانية في رحلة جديدة ومختلفة عنوانها: الإعلام في عالم يتشكل.
ويقام هذا الحدث الإعلامي الكبير، الذي تنظمه هيئة الإذاعة والتلفزيون، تزامناً مع الزخم الكبير الذي تعيشه المملكة والعاصمة الرياض تحديداً مع احتفالات المملكة بذكرى يوم التأسيس هذا العام في الثاني والعشرين من فبراير، إضافة إلى الإعلان عن جائزة المنتدى وشخصية العام الإعلامية، في دلالة واضحة على الدور الكبير الذي باتت تلعبه الرياض في التأثير على المشهد الإعلامي إقليميا ودوليا، بمشاركة أكثر من 1000 إعلامي من مختلف الدول، إضافة إلى نخبة من قادة وخبراء الإعلام في العالم، في حدث عالمي يسلط الضوء على موضوعات الإعلام المعاصر في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، وذلك للإسهام في مواجهة التحديات وطرح الحلول التي بدورها تؤثر على مستقبل الإعلام.
حراك إعلامي غير مسبوق
يمر العالم اليوم، في مرحلة تاريخية تتسم بحراك غير مسبوق نحو تشكل جديد لم تتضح معالمه بعد، ومع المتغيرات التي تشهدها صناعة الإعلام والتطورات المتسارعة في الفضاء العالمي على مختلف المستويات، يظل الإعلام والاتصال بكافة أشكاله وأنماطه ووسائله حلقة وصل بين الرؤى وبناء المفاهيم والاتجاهات، من هنا بدا مهمًّا وحيويا أن يلتقي قادة وخبراء وممارسو وباحثو الإعلام والاتصال لمناقشة وتحليل العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بوظيفتهم ومهنتهم التي باتت محل اهتمام الساسة والجماهير، ودراسة ما الذي يمكن أن تصنعه وسائل الإعلام والاتصال اليوم لإعلام الجماهير حول أبرز الموضوعات التي تهمهم، وما الذي يمكن أن يتوافق حوله صانعو الرسالة الإعلامية حول العالم من قيم ومبادئ المهنة.
أهمية المنتدى وأبعاده
يعد المنتدى السعودي العالمي للإعلام، منذ انطلاقة نسخته الأولى، منصة مهمة لقيادات وخبراء وباحثي صناعة الإعلام للنقاش والحوار، إذ يجتمع فيه هذا العام أكثر من 1000 قيادي وخبير وباحث إعلامي سعودي وعربي وعالمي تحت سقف واحد، لمناقشة أكثر من 100 ورقة بحث ورؤية وتجربة عبر العديد من الورش واللقاءات والجلسات، التي ستحتويها جنبات المنتدى، كما يتيح المنتدى بيئة مهنية متقدمة لتباين الآراء وتعددها ومناقشتها من أجل إثراء المعرفة المتخصصة في مجالات الإعلام والاتصال.
إلى ذلك يكاد يجمع المتخصصون في صناعة الإعلام في المجتمع الإنساني المعاصر حول أن صناعة الإعلام قوة فاعلة في طبيعة الحراك الحاصل في المجتمعات الإنسانية، إضافة إلى تأثير التغيرات التي تجري في أرض الواقع الإنساني على طبيعة الاستجابة الإعلامية الاتصالية، ومواجهة البيئة الإعلامية الاتصالية للمتغيرات والتحديات الهائلة، ما يدعو إلى وجود إعلام قوي للدول على أساس متين ليزيد من قدرتها على الاتصال الفعال، علاوة على أن الإعلام إحدى وسائل القوة الناعمة التي تصنع التأثير والتغيير في الداخل والخارج، وكل ما كان الإعلام فعالًا ومؤثرًا كلما أعطى دلالة على فعالية المجتمع والحراك الصحي الموجود فيه، إضافة إلى حاجة الأجيال الناشئة مع طفرة وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي إلى بيئة خصبة للحضور والمشاركة الإعلامية الاتصالية الفعالة.
رسالة المنتدى
يؤكد المنتدى على أهمية الإعلام والاتصال في المجتمعات الإنسانية، كما يؤمن بحرية الصحافة واستقلاليتها، ويشجع على الحوار الثقافي والحضاري المبني على الإيجابية والانفتاح، لذا يعمل المنتدى السعودي العالمي للإعلام على توضيح دور الإعلام والاتصال في تعزيز الرسالة التي تقوم عليها المجتمعات المعاصرة نحو تعزيز قيم التنوع والتسامح والسلام والتعايش واحترام الآخر، كما يسعى إلى أن يكون مناسبة دورية تجمع قيادات الإعلام والفكر والثقافة والخبراء والمهنيين في منصة واحدة لتبادل الأفكار والرؤى وإجراء حوارات مثمرة.
لماذا الرياض؟
تمثل المملكة العربية السعودية اليوم، نقطة ارتكاز مهمة في العديد من مواطن الحراك حول العالم، لما تمثله من ثقل متنوع المصادر ودور فاعل وواضح في تقريب وجهات النظر، وذلك ثمرة التشجيع الدائم من القيادة الحكيمة في المملكة على المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة، وما احتضانُ الرياض اليوم، أكثر من 400 شركة إعلامية، و25 قناة تلفزيونية محلية، وأكثر من 80 بيتًا من بيوت الإنتاج الإعلامي، إضافة إلى 20 إذاعة محلية متخصصة، إلا دليل على الأهمية الكبيرة والتأثير الممتد في الشرق الأوسط، حيث تعد الرياض اليوم أكبر سوق إعلامية وإعلانية في المنطقة، إضافة إلى أنها بيئة غنية بالتجارب الإعلامية بشتى أنواعها وإمكانياتها ومرافقها المتقدمة وفضائها الإعلامي الرحب.
محاور المنتدى ومواضيعه
يبحر بك المنتدى عبر تنوع موضوعاته ومحاوره إلى شواطئ المعرفة المتخصصة وروافدها المتنوعة، حيث يتناول الإعلام والمجتمع جدلية الدور والوظيفة، كما يكشف ملامح العلاقة التي تجمع بين الإعلام والدبلوماسية، ومناقشة الإعلام الدولي في عالم متغير، ثم يتعاطى هموم وتطلعات الشباب الإعلامية وصولًا لسلطة الذكاء الصناعي، ليرسو على شواطئ الإعلاميين مقاسمًا إياهم المهنية واشتراطات الواقع، مرورًا بعوالم الرياضة والتسويق ومستقبل صناعة السينما السعودية والتحديات الأمنية العربية ومستقبل التعاون العسكري بين دول المنطقة، كل ذلك خلال ورش عمل وجلسات ولقاءات مفتوحة مع القيادات الإعلامية والخبراء والمسؤولين ومعرض إعلامي يقام على مدار يومين.
جائزة المنتدى
تزامنًا مع إقامة المنتدى؛ سيتم الإعلان عن جائزة المنتدى السعودي العالمي للإعلام، التي تغطي ثمانية فروع هي الصحافة الإلكترونية والمطبوعة والإنتاج المسموع والمرئي والإنتاج العلمي، إضافة إلى محتوى تويتر وريادة الأعمال في المجال الإعلامي، كما سيتم بالتزامن مع ذلك الإعلان عن الفائز بجائزة شخصية العام الإعلامية، التي تمنح لإحدى الشخصيات الإعلامية السعودية التي أسهمت بفاعلية في نهضة الإعلام السعودي.
وألقت العديد من المتغيرات المتسارعة إقليميًا ودوليًا، على كافة الأصعدة، بظلالها على المشهد الإعلامي العالمي، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعياً وحتى رياضياً، وأخذت تؤثر في هذا المشهد بالقدر الذي لم يعد صانعو الإعلام قادرين على اللحاق بهذه المتغيرات، أو محاولة مواكبتها، من هنا انبثق الشعار الذي تبناه المنتدى السعودي للإعلام، (الإعلام في عالم يتشكل).
أبرز المتغيرات.. كورونا وأوكرانيا
عصفت بالعالم مؤخًرا العديد من الأحداث المتسارعة التي أحدثت ربكةً في المشهد الإعلامي العالمي ككل، ومن أهم هذه الأحداث والمتغيرات أزمة جائحة كورونا (كوفيد - 19)، التي ما زالت بعض الدول تعاني بسببها وتحاول التعافي منها، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا، في حين نجحت المملكة بفضل السياسات الحكومية المدروسة وغير المسبوقة في تجاوزها والخروج منها بنجاح منقطع النظير، وصارت محط أنظار وإعجاب العالم أجمع.
وعلى الصعيد السياسي برزت أزمة الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي ما إن أطلت برأسها حتى أحدثت ارتباكًا في أسواق الطاقة والإمداد العالمية، ليمتد ذلك التأثير حتى يشمل معظم مفاصل الحياة في أوروبا وأمريكا، وفي العالم أجمع، وما المجال الإعلامي ببعيد عن كل ذلك، إذ طالته رياح هذه الأزمة، وتأثر منها بالقدر الذي تأثرت منها باقي القطاعات المهمة والحيوية.
تأثيرات إيجابية
ليس كل شيء سيئًا بالطبع، إذ إنه في المقابل، ورغم التأثيرات السلبية التي تحدثها الأزمات والنزاعات على الجانب الإعلامي، إلا أن الإعلام استفاد كذلك من التطورات العلمية والابتكارات التقنية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، ومن ذلك استفادة العديد من الهيئات والمنظمات الإعلامية والأفراد كذلك، من التحول الرقمي العالمي الذي أخذ يصبغ المشهد الإعلامي والعالمي ككل بصبغته وطريقته الخاصة، حيث تحول استخدام التقنية ومنصات التواصل والمواقع الإلكترونية إلى ممارسة يومية، وربما مربحة للبعض، كما أصبحت في بعض تطبيقاتها مصدرًا للمعلومة والمعرفة، ولاقت تفاعلًا واستحسانًا جماهيريا غير مسبوق.
أهمية العنوان
من هنا تبرز أهمية الشعار (الإعلام في عالم يتشكل)، الذي تم اختياره كعنوان عريض للفعالية الإعلامية العالمية الكبرى التي ستقام في الرياض، منتصف في منتصف شهر فبراير القادم، والتي ستحرص على مناقشة التحولات والمتغيرات العالمية، وتأثيرها المستقبلي على الإعلام ووسائله وتقنياته، بمشاركة العديد من الأفراد والهيئات والمنظمات الإعلامية في العالم.
ومن المنتظر أن يحظى المنتدى السعودي للإعلام، بمشاركة وحضور أكثر من 1000 إعلامي، وعشرات الجهات والمؤسسات الإعلامية من مختلف دول العالم، التي ستشارك في فعالياته المتعددة.
الخبرات والتجارب
ويعد المنتدى السعودي للإعلام، بمثابة فرصة للاطلاع على الخبرات والتجارب العالمية في صناعة الإعلام، ورصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي خلقها الإعلام الجديد، والتعرف على وسائل القوى الناعمة وكيفية استثمارها في العصر الحديث. كما يشكل منصة مهمة للإعلاميين والمثقفين للنقاش والحوار وطرح الآراء المختلفة، خصوصًا مع ما تشهده ساحة الإعلام السعودي من تطوير وتفاعل، فضلاً عن كونه مناسبة سنوية، تجمع قيادات الإعلام والفكر والثقافة في منصة واحدة، لتبادل الأفكار والرؤى، وفتح حوارات مثمرة، ما يشكل تظاهرة ثقافية إعلامية كبرى تليق بالحدث.
نسخة 2019
وعودة إلى النسخة الأولى من المنتدى، التي أقيمت في الرياض، بين 2- 3 ديسمبر من العام 2019، وسط حضور كوكبة من إعلاميي العالم، الذين تحاوروا حول التحديات الإعلامية والفرص المتاحة، تحت عنوان «صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات» فقد سعى القائمون على المنتدى، في نسخته الأولى، إلى تحقيق عدد من الأهداف، منها تبادل الأفكار، والاطلاع على التجارب المختلفة عبر منصاته المختلفة، وتطوير المحتوى وتعزيز الحريات، وإلقاء الضوء على الشروط المهنية للإعلام الناجح، والتركيز على القيم والمبادئ الإعلامية التي تحفز على التسامح وتنبذ الكراهية.
ومن خلال فعالياته المتعددة، دعا المنتدى إلى أهمية تطوير أداوت الإعلام الحديث، إضافة إلى الاطلاع على التجارب العالمية والاتجاهات الحديثة في إنتاج المحتوى، كما وفّر فرص اللقاء لحشد كبير من صناع الإعلام، وفتح مساحات عمل مشتركة، أسهمت في جعله ملهمًا للآخرين ومصدراً لإنتاج المعرفة.
وفيما يتعلق بعنوان المنتدى، فقد روعيت فيه المقابلة بين فكرتين، الأولى «فكرة التحديات»، وهي إما ذاتية؛ وتتعلق بالمشهد الإعلامي وما يشهده من تطورات متسارعة تطال بنيته التقليدية وهياكله وأدواته وتقنياته ومحتواه، وإما موضوعية تتعلق بالاشتراطات والمنافسة والبيئة القانونية وتوفر الإمكانات المادية والكوادر البشرية المتخصصة.
أما الفكرة الثانية فهي «فكرة الفرص» التي يتيحها الإعلام الحديث من خلال فتح آفاق واسعة لصناعة المحتوى وطرق تقديمه، وسهولة إيصاله للجمهور، ما فتح الفرص أمام المواهب والشباب بأبواب ونوافذ تكاد لا تحصى، وأتاح لهم إمكانية الانطلاق بإمكانات مادية بسيطة ومحدودة.
محاور وأنشطة متعددة
وركز المنتدى في نسخته الأولى، على عدد من المحاور منها واقع صناعة الإعلام وتحدياته، والمحتوى الإعلامي في البيئة الجديدة للاتصال، وصناعة التأثير وتشكيل الرأي العام عبر العالم، والإعلام كقوة ناعمة ودوره في بناء السمعة للدول والمجتمعات، كما تناول الاهتمام برأس المال البشري في البيئة الجديدة للإعلام، والفرص الجديدة للاستثمار في مجال الإعلام والاتصال، والتحول الرقمي في الصناعة الإعلامية في المملكة والعالم.
وتعددت برامج المنتدى بين لقاءات عامة للتعارف، وجلسات نوعية، وورش عمل احترافية، إضافة إلى توقيع عدد من اتفاقات التعاون والمبادرات، وتدشين مشاريع إعلامية تم الإعلان عنها في المنتدى.
وفي السياق ذاته تضمن المنتدى جلسات رئيسة، ولقاءات مفتوحة عُقدت مع عدد من المتحدثين من كبار الشخصيات الإعلامية في العالم، إضافة إلى المعرض الإعلامي وبرامج الزيارات واللقاءات الخارجية، كما تم تكريم الفائزين بجائزة الإعلام السعودي.
إلى ذلك ضم المنتدى ورش عمل نوعية، منها الإعلام وبناء السمعة، صناعة المحتوى في العصر الرقمي، التأثير عبر الشبكات، الابتكار وريادة الأعمال في المجال الإعلامي، إضافة إلى آليات التحقق من الأخبار المزيفة على الشبكات، وصناعة الرأي في الإعلام الرياضي، وورشة عمل الشريك الاستراتيجي.
مواضيع المنتدى
وتشعبت مواضيع المنتدى، الذي أقيم في الرياض في العام 2019، حيث تناولت عدداً من القضايا، منها «الإعلام الحديث: أداء خلاق أم قالب جديد لممارسات قديمة؟»، وكيف يمكن إعادة بناء الإعلام المحلي لخدمة المرحلة الجديدة؟ والجمهور والإعلام في البيئة الجديدة: بين التابع والمستقل، الشروط الجديدة للممارسة الإعلامية: نحو أداء تنافسي، وإعلام قمة العشرين: الفرص الواعدة، صناعة المحتوى وتشكيل الرأي العام، التغيرات الاجتماعية في السعودية وتمكين المرأة.
كما تطرقت المناقشات إلى «إعلام لا يصنع السلام، الاستثمار في صناعة الإعلام في المملكة: الأبعاد التشريعية والمهنية، الإعلام وريادة الأعمال: نحو سوق واعدة للمشاريع الإعلامية الصغيرة والمتوسطة في المملكة، تحديات الإعلام العابر للحدود والقوة الناعمة».
كما بحث المنتدى أيضًا صناعة الترفيه في المملكة: تحديات وآفاق، الاستثمارات السعودية في الإعلام العابر للحدود: قوة ناعمة، التحول الرقمي في المؤسسات الصحفية السعودية: هل مازال في الوقت بقية؟
ومن مواضيع المنتدى أيضًا «الطفرة الرقمية في مجال الاتصال: إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟»، الإعلام الجديد يعيد صياغة المهنة: مهنة قديمة بشروط جديدة، والكفاية المهنية لخريجي الإعلام.. التحديات أكبر من الفرص.