المدينة المنورة - «الجزيرة»:
أكد متخصص في العلوم الشرعية أن النظرية الجندرية تعد أنموذجاً لحرب العقائد الباطلة والمصطلحات والأفكار والاتجاهات العالمية في الدعوات المنحرفة إلى تأسيس أسلوب حياة الإنسان المعاصر الجديد من خلال رؤية معينة تستند على العبث بأي طريقة كانت بالقيم الدينية والثقافية والاجتماعية الراقية التي تقوم عليها الأفراد والأسر والمجتمعات الإنسانية في العالم.
وأوضح الأستاذ الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً في حديثه لـ»الجزيرة»: أن نظرية الجندرية تؤسس إلى اتباع مذاهب هدامة في حياة الإنسان العادية التي تقوم على الفطرة التي خلقه الله تعالى عليها، كما تهدف الجندرة إلى (تعويم الجنس البشرى) في عوالم أخرى من الضياع والتشتت والإفلاس والخواء الروحي والإفلات من أي قيم دينية أو اجتماعية أو أخلاقية يقوم عليها، كما تستند النظرية الجندرية على العبث بأصل الجنس البشرى والتلاعب بالأدوار والوظائف الاجتماعية لكل مخلوق ذكراً كان أو أنثى، كما أن للنظرية الجندرية فلسفات خطيرة جداً تنطلق منها وتدغدغ بها عواطف بعض الناس وتستميل اتجاهات الشباب الذين لديهم استعداد للانحراف في الحياة، مشيراً إلى أدوات النظرية الجندرية التي تستعملها في بث سمومها وأفكارها، ومنها:
التأسيس للمثلية، والمناداة بالتحول الجنسي، وإلغاء الفوارق الاجتماعية، وعدم التمييز بين الرجل والمرأة، والانفلات من القيم الدينية، مع تنحية العقائد الدينية في الحياة، وتوزيع الوظائف الاجتماعية بصورة غير طبيعية، وتكريس منظومة انحراف الجنس البشري، واستبدال الأفكار والقيم الاجتماعية المتعارف عليها بأفكار أخرى جديدة، مع المناداة بالحرية الإنسانية في الحياة المعاصرة وعدم تكبيل الإنسان بأية قيود دينية أو اجتماعية أو أخلاقية أو سلوكية فاضلة.
وشدد الدكتور عبدالرحيم المغذوي على أن النظرية الجندرية من أخطر الأشياء التي يروج لها بعض الاتجاهات والمشارب المعاصرة لتكون البديل للإنسان في الحياة المعاصرة، ولذا ينبغي التنبه لها ولأساليبها وأفكارها واتجاهاتها وأدواتها وأنماط تفكيرها والتعامل معها بالحكمة والعقل الرشيد وتفويت الفرص على استلاب الهوية الإسلامية والوطنية حتى لا يكون المجتمع يوما ما في مهب الريح، كما ينبغي إحياء دور الدعاة إلى الله تعالى وأصحاب الفكر الرصين والوعي الوطني ليقوموا بأدوارهم المنوطة بهم تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم.