إيمان الدبيّان
معظم الموجودات تترك أثراً، ومهم عدم جعل الشيء يذهب هدراً، كل شيء في الطبيعة منه وإليه، تكبر الحياة تطوراً وتقدماً وتكبر معها السلبيات التي تحتاج منا إلى حسن مواجهة وعلاج في كل المجالات وأهمها وأولها ما يتعلق ببيئتنا وكل ما يؤثر على نمط حياتنا واقتصادنا وصحتنا.
معظم العالم اليوم يعاني من التلوث البيئي الذي تسعى دولتنا إلى تحقيق الأمن فيه والوصول إلى معدلات صفرية في القضاء على الانبعاثات المضرة والتلوثات البيئية، وإن أول خطوة نحو بيئة سليمة تكون في التحول عن مرادم النفايات إلى حلول عملية تعيد التدوير وتدعم الاقتصاد والتطوير، وحتى يتحقق ذلك بمرونة أكبر يستحسن تحويل شؤون نظافة المدن والمحافظات والقرى، وكذلك المرادم من البلديات في وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان إلى وزارة البيئة والمياه والزراعة.
أموال تهدر في هذه المرادم، وأضرار تؤثر على بني آدم.
إن استثمار رجال الأعمال في الصحة لا يكون فقط في بناء المستشفيات والكليات، وإنما استثماراً متنوعاً في هذه المخلفات التي تُكسب مالاً، وتجلب للبيئة أماناً ببناء المصانع المتخصصة في مدن المملكة المتعددة مستعينين بتجارب الدول المتقدمة في هذا المجال والتي استفادت من النفايات على أي حال.
لو سأل كل واحد منا نفسه سؤالاً حسابياً بسيطاً، كم من المناديل الورقية، والأكياس البلاستيكية، والعلب الكرتونية، والأجهزة التالفة الإلكترونية والقطع القماشية.... تخرج من بيته، وكم من حيِّه وكم من المدينة، ثم كم من الدولة؟
الجواب حتماً أطنان والمهدر من المال مؤكد أنه فاق خيالاً؛ لذا نحتاج شيئين لا ثالث لهما أولهما: الوعي الصحيح بأهمية الاستغناء عن المرادم للاستفادة، وثانيهما المستثمر المناسب الذي بدوره يحقق كثيراً من المصالح الاقتصادية والبيئة والصحية على مستوى الأفراد والمجتمع.
رؤية المملكة ببرامجها وأهدافها تسعى إلى بيئة آمنة، وفي كل يوم نرى ونشاهد تطوراً ملموساً، وتقدماً ملحوظاً في بيئتنا تشجيراً وتدويراً، نقاءً وصفاءً، سيبلغ ذروته إذا مُكِّن الوعي وأصبحت إعادة التدوير لنا شعارا وثقافة وواقعاً ندرك أهميته لنجني فائدته، من خلال الفرز الأولي عبر سلاسل متصلة تبدأ من البيوت والوحدات والمنشآت إلى المصانع حيث نهاية الحلقات.