د.عيد بن حجيج الفايدي
هذا العنوان جزء من إجابة لسؤال قصير لا يتعدى ثلاث كلمات، تم تناقله في تطبيقات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المتنوعة، ويظهر ويختفي بين الحين والآخر، أما الهدف من ظهور هذا السؤال فلا يمكن تحديده لأن إجابته أيضًا لا يمكن العثور عليها بصورة سريعة وجازمة، ونص السؤال: ما دور رجال الأعمال في خدمة المجتمع؟ إجابة السؤال تحتاج إلى دراسات تتبعية ميدانية وإلى أبحاث يشترك فيها فرق علمية مختلفة التخصصات وجهات متخصصة ومسؤولة، والغريب أن السؤال يوجه السهام إلى تجار الداخل ويترك تجار الخارج الذين اغتنموا الفرص وارتبطوا بعقود تجارية مباشرة وغير مباشرة لخدمات تشمل مناطق واسعة في الخليج وكل أجزاء العالم. وحتى تتضح الإجابة لابد من إدخال تجار الخارج مع تجار الداخل في دائرة الضوء وتوجيه السؤال للجميع... ومن الصعب تتبع جميع تجار الخارج والداخل في الوقت نفسه
فلابد من اختيار تاجر واحد من كل جانب كنموذج..
ومن بين أشهر تجار الخارج والذي دخل بسهولة كل بلاد العالم هو «بيل غيتس».
وعلى طريقة تجار جدة سيتم تحديد اسمه «بالعم بيل»...
أما تجار الداخل بهذا الوطن فعددهم كبير، ومنهم بيوت تجارية عريقة لهم جهود ومواقف مشرفة - ولا أزكي على الله أحداً - أما نموذج تجار الداخل فهو السيد المهندس صبحي برتجي... ورغبة في الإيجاز يجب أن تكون الأسئلة محددة وواضحة ولا تشمل معلومات عن الاسم الكامل، أو السيرة الذاتية، أو كشف الحساب الخاص والعام... هذه المعلومات لا تقدم ولا تأخر ومن باب المعروف لا يُعَّرَف... والبداية تكون مع العم بيل...
والذي يشاهد الصور الشخصية له والمنتشرة في كل مكان يظهر جليًا إشعاع البراءة والطفولة من عينيه مع ابتسامة تعطي انطباعاً بسيط جداً وعادي جداً وبريء جداً مع وجود ذكاء عالٍ جداً ونادر جداً... فهو تاجر ناجح يكسب... نعم يكسب أكثر مما يخسر، أليس هو مؤسس شركة مايكروسوفت التي تبيع أجهزة الآيباد بالقطعة، فهناك لوحة المفاتيح لها سعر محدد وكل ملحق من الملحقات له سعره الخاص، أليس هذا الأسلوب هو أسلوب التاجر الذي يبيع التفاصيل والجزء قبل الكل، نعم إنه التاجر الذي يفكر بالمال أكثر من غيره وخلال عمله واجهته مواقف ومشكلات خرج منها أكثر مالاً ونجاحاً، وإليكم نماذج استفاد وربح منها مثل: مشكلة الألفية والتي عُرفت بنهاية العالم، أو مشكلة «Y2K» والتي ظهرت قبل حلول عام 2000 وتتمثل في أن أجهزة الحاسب لن تتمكن من تفسير «00» على أنه بداية عام 2000 ميلادي بل تشير على أنه عام 1900 مما يؤدي إلى نتائج سلبية وخطيرة وليس لها حدود... ورصدت مبالغ خيالية في كل مكان لمواجهة هذه المشكلة والتي وصفت بأنها «نهاية العالم» وقدرت الخسائر ما بين 300 مليار و500 مليار دولار... أما المثال الثاني فعنوانه أزمة كورونا، وهذه الأزمة يصعب وصفها في سطور هذا المقال لكن بالتأكيد أن العم بيل استفاد منها من كل الأبواب خاصة بعد أن تحول التعليم عن بعد مستخدمًا أدوات وتطبيقات العم بيل، و»للعم بيل» تصريحات خاصة في كل أزمة وبعض تلك التصريحات تنشر التشاؤم أكثر من التفاؤل، منها ذاك التصريح الذي يقول فيه:
«قريبًا سنودع الهاتف المحمول ونستبدله بوشم إلكتروني على الجسم، «ياعم بيل» إلى أين تقود العالم؟ بعض الدول لم تكمل البنية التحية للجوال وهناك ملايين من أجهزة الجوال حول العالم لم تُستخدم، أين تذهب تلك الأجهزة... أليس الأفضل أن تفكر في تقديم خدمات مجانية في مجالات الحياة العامة مثل جامعات ومستشفيات ومراكز تدريب وتطبيقات تعليمية مجانية.. ولعل القارئ الكريم يدرك الآن الدور الذي قام به هذا التاجر العالمي.. هل هو دور سلبي أو إيجابي؟
أما نموذج تجار الداخل فهو السيد المهندس صبحي عبدالجليل بترجي... لماذا هو نموذج؟ لأن نشاطه في قطاع الصحة والذي يعتني بصحة الفرد والمجتمع، والمهندس صبحي من أكبر رجال الأعمال في القطاع الصحي الخاص في الداخل وفي منطقة الخليج.. فهو على الهرم الإداري لمستشفيات السعودي الألماني... ويرأس كلية البترجي الطبية وبيت البترجي الطبي ومشروع مستشفى صبحي الجديد - زاده الله من فضله وتوفيقه- ومن خلال هذا النشاط المبارك يتضح دور رجل الأعمال..
ومن المؤكد أن الزائر لمستشفياته مهما كان تخصصه يتأكد له أن العمل يسير وفق إستراتيجية محددة لها أهدافها واتجاهاتها ووسائلها الخاصة، وأن هناك تطبيقًا لكثير من مؤشرات الأداء والجودة ومفاهيم الإدارة، مثال ذلك العمل بروح الفريق الواحد أو ما يُسمى العمل التعاوني بحيث أنك لا تفرق بين الرئيس والأعضاء... الجميع في فريق واحد.. ويمثلهم في ذلك المستشفى السعودي الألماني بالمدينة المنورة.. تحية لهم جميعًا.. وللسيد صبحي كل تحية وتقدير، ولكل تاجر داخل الوطن يمكن القول له أنت تاج في شاطئ هذا الوطن.