إيمان حمود الشمري
الخط الفاصل بين الأحلام والحقيقة يجد له مساراً واضحاً في مدينة نيوم، مشروع قد يرفضه العقل ولكن الحقائق تصدقه، تحدٍ يخوض غمار المجازفة بتغيير مفهوم المدن النموذجية الصديقة للبيئة، ودمج الثورة التكنولجية والهندسة المعمارية معها.
عملية صلح لم تتم منذ سنين بين أمرين يعتقد الكثيرون أنهما يسيران بمسار عكسي (التطور والحفاظ على البيئة)، ولكن مشروع ذا لاين سيجعل هذين الأمرين يسيران بمحاذاة بعضهما ويحققان مفهوم التطور دون تلوث. مدينة ستغير تماماً أسلوب حياة الإنسان بالعيش ببيئة نظيفة صحية بعيدة عن الازدحام وعوادم السيارات، وتراعي حتى حقوق الحيوان بتسهيل هجرتهم من تحت الأبنية!!
رافقت وفدًا من الإعلاميين الأسبوع الماضي لزيارة معرض ذا لاين وتعرفت عليه عن قرب بمشاهدة المجسمات والتصاميم التي أبهرتنا، مدينة متكاملة تهتم بكل التفاصيل الخاصة بحياة الإنسان، اختيار مدروس لموقع يتمتع ببيئات مختلفة بين مناطق الجبال والأودية والساحل، توفر للساكن حياة متنوعة دون أن يحتاج للتنقل لمدينة أخرى، حركة هواء طبيعية! ودرجة حرارة مثالية على مدار العام في الأماكن المغلقة والمفتوحة!!
مسارات مشي سريعة تجعل الوصول لجميع المرافق في غضون 5 دقائق فقط دون الحاجة لسيارة، وتعفيه من الازدحام والإزعاج والإشارات المرورية، حياة مريحة ينتظرها سكان نيوم سوف تنعكس حتى على حياتهم الشخصية من حيث الهدوء والاستقرار وقضاء أكبر وقت مع العائلة بتوفير أوقات التنقل.
80.000 نسمة سيكونون على مقربة من أماكن الترفيه والتعليم والعمل والخدمات الصحية في آن واحد!! تجربة استثنائية لخلق مجتمع مترابط، وبناء مدينة تجابه تحديات المناخ.
مشروع ذا لاين.. حصان جامح منطلق في شمال غرب المملكة، يقوده عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله، بمضمار الجموح والطموح، يسير بخط طولي يبلغ 170كم، يشق طريقه في نيوم ويمتد ببداية قوية لا تقبل الالتفات للخلف، سباق سريع مع الزمن لمن يجرؤ فقط على تحويل الأحلام لواقع، مدينة قد تكون بوابة التغيير لمدن أخرى، وتجربة ستنقل حياة البشرية بآلة الزمن للعيش بأسلوب حياة نموذجي مختلف بعيداً عن ضوضاء المدن وفوضى الحياة اليومية.