خالد الهايل - عرعر:
تشهد منطقة الحدود الشمالية هذه الأيام ربيعاً استثنائياً بسبب كمية الأمطار الكثيفة التي شهدتها مدن ومحافظات المنطقة هذا العام منذ بداية أيام الوسم وحتى منتصف الشتاء، مما جعل الأرض تكتسي باللون الأخضر مع نمو الشجيرات والنباتات والورود والأزهار، وتشتهر المنطقة مع كل عام بظهور نبتة الكمأ، أو كما يسمى بالفقع، والذي ظهرت بوادره مع نزوله في السوق المحلي، ولكن بأسعار مرتفعة جداً كونه في أيامه الأولى، وبحسب المهتمين بتواقيت الوسم في الشمال، فإن الفقع سيكون بكثرة مهولة هذا العام من أول يوم في شهر فبراير الحالي ليكون سيد الأكلات على موائد الشماليين، وتتركز أماكن الفقع هذه الأيام في أرياف عرعر، حيث وادي معيله ومنطقة الطيري والهلالي.
الفياض التي تستهوي المتنزهين لخضرتها وتنوع نباتها من كل الألوان، أصبحت مقصداً لكل العائلات، خصوصاً نهاية كل أسبوع، وعمد الكثير لبناء الخيام بجانب كل فيضة، لتكون مستقراً طيلة فصل الربيع مع الالتزام في الحفاظ على البيئة، وهذا ما رصدته الصحيفة أثناء تواجدها في منطقة القريّة جنوب محافظة العويقيلة والمشهورة بكثرة الفياض.
في ذات السياق، بدأ ملاك الإبل والأغنام بالتوجه لمناطق الرعي المتاحة لهم ويشاهد سالكو الطريق الدولي في الحدود الشمالية شاحنات نقل المواشي بكثرة، وهي تفرغ حمولتها من الماشية على جنبات الطريق، في ظل اتساع مناطق الرعي هذا العام بفضل الربيع، كما تشهد محطات الوقود والشقق المفروشة في محافظة رفحاء والعويقيلة، نشاطاً اقتصادياً ملحوظاً لكثرة زوار المنطقة هذه الأيام.
ويرى محمد العنزي وعائلته أن متعة فصل الربيع في التخييم في البر وجمع الفقع والمبيت في هذه المناطق الخضراء مع كل نهاية أسبوع، برفقة العائلة والأقارب، مشدداً على نظافة المكان وقت المغادرة، ويوافقه الرأي فهد الشمري وعبدالله ناصر الشمري اللذان أسعدهما كثرة المتنزهين والزوار لمحافظة رفحا والعويقيلة في هذا الموسم الربيعي المميز، وهم يشاهدون الأجواء العائلية، مع الحفاظ على البيئة.