على مدى الاحتلال الصهيوني لفلسطين، تواصل سلطات المعتقلات والسجون في المستعمرة الإسرائيلية سياساتها وإجراءاتها التعسفية المتصاعدة ودون هوادة في حق الأسرى الفلسطينيين كنموذج (معتقل عوفر) وغيره من معتقلات وباستيلات الاحتلال، ضاربة بعرض الحائط بكافة القوانين الإنسانية والدولية التي تفرض على سلطات الاحتلال احترام حقوقهم الإنسانية وعدم تعريض حياتهم للخطر وعدم المس بكرامتهم، سلطات الاحتلال تواصل سياسات القمع دون رادع أو وازع من ضمير أو خلق إنساني، والعالم لازال يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الظاهرة التي أصابت وشملت أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن فلسطيني منذ عام 1967م إلى اليوم، تواصل سلطات الاحتلال تلك الإجراءات العنصرية والفاشية بحقهم، المنافية والمجافية لأبسط قواعد حقوق الإنسان وقوانين الحرب واتفاقات جنيف والقانون الإنساني الدولي، إن التشدد والتطرف والتنكيل والإرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بات سلعة يتداولها حكام المستعمرة الإسرائيلية في بازار الانتخابات والمزاودات الانتخابية إلى درجة المطالبة من بعضهم بتطبيق أحكام الإعدام في حقهم، وقد بدأ التنافس فيما بينهم، وفقاً لزيادة جرعات التطرف والعنصرية والفاشية في مجتمع المستعمرة الإسرائيلية، والذي تبلور في انتخابات الكنيست الأخيرة في نوفمبر الماضي وما نتج عنها من تشكيل حكومة يمينية فاشية دينية متطرفة برئاسة نتنياهو، تمثل أقبح صور الفاشية والعنصرية والتطرف الديني منذ نشأ الكيان الصهيوني، والذي بات يهدد أيضاً بتفسخ مجتمع الاستيطان الصهيوني نفسه، وينذر بإحداث انقسامات عميقة فيه، باتت تظهر جلياً في المظاهرات التي تقودها تيارات المعارضة كل يوم سبت في العديد من المدن، ويرى البعض من عناصر اليمين الصهيوني بضرورة تصعيد سياسات القمع والإرهاب الممارس ضد الشعب الفلسطيني لأجل الحفاظ على الحد الأدنى من وحدة وتماسك مجتمع الاستيطان الصهيوني، أو شن بعض الحروب..
إن الإرادة الصلبة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني وصموده وثباته في وطنه بصفة عامة، ودور طليعته النضالية من المناضلين الأسرى في مواجهة تحدي إجراءات السجان، تفرض على جميع قوى شعبنا الفلسطيني الشعبية والرسمية والمدنية، أن تكون يداً واحدة وفي مستوى هذا التحدي المصيري الذي يفرضه الاحتلال الغاشم، أن يجري مواكبته بالتضامن الفعال المؤثر والمجدي، بكل الوسائل والأساليب المختلفة التي تجعل من قضية الأسرى قضية مركزية في نضاله اليومي لإطلاق سراحهم، وجعلها قضية دولية عادلة تستلزم الانتصار لها في وجه المحتل وإجراءاته الغاشمة، على هذه الفعاليات المساندة للأسرى المطلوب أن تمتد من الوطن إلى الشتات، وإشراك كافة القوى الحية العربية والصديقة في الساحة الدولية للتضامن والمساندة الأكيدة والفاعلة للحركة الأسيرة الفلسطينية في نضالها وصمودها كي تنتصر لها في معركتها، معركة الحرية، والكرامة والإنسانية.
على المنظمات الإقليمية والقارية والدولية أن تحدد مواقفها من إجراءات الاحتلال الغاشمة التي يمارسها في حق الأسرى الفلسطينيين، وأن تتخذ المواقف والتدابير والإجراءات الرادعة في حق سلطات الاحتلال لثنيها عن إجراءاتها المخالفة لمبادئ حقوق الإنسان.. وضمان شروط الحياة الكريمة لجميع الأسرى، وعدم تعريض حياتهم للخطر أو المس بكرامتهم الإنسانية، أو كرامة ذويهم، وصولاً إلى تحقيق حريتهم، كمناضلين من أجل الحرية والمساواة والاستقلال.
إن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال، تمثل الصورة الأوضح لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإنها التعبير الأمثل عن إرادة الشعب الفلسطيني في استمرار النضال ضد الاحتلال حتى تحرير الأرض والإنسان، وإنهاء الاحتلال وانتزاع الحرية والاستقلال..
كل التحية لكم أسرانا الأشاوس في معتقلات وباستيلات العدو الصهيوني، وأنتم تسطرون أسمى آيات الصمود والتحدي للاحتلال، بصمودكم وإرادتكم الصلبة سينكسر قيد السجان، وأنكم على موعد قريب مع الحرية ومع الانتصار، يرونه بعيداً ونراه قريباً وإنا لصادقون.
** **
- عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com