أحمد المغلوث
من الأشياء التي تعلمناها ونحن على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية أنه لا يوجد شيء كامل في هذه الحياة إلا الله سبحانه وتعالى، وبالتالي لا توجد دولة في العالم مثالية بالمعنى الشامل والكامل، وبالتالي لا توجد دولة خالية من «الفساد» هذا المرض الخبيث الذي لا يعرفه إلا من سبر غور الأمراض المختلفة. وبفضل الله ثم اهتمام قيادتنا الحكيمة بمعالجة هذا المرض الخبيث جداً خاصة، وكما يقال إنه بات يورث لدى بعض الأسر التي استفادت من سرقة المال العام بطرق مباشرة وغير مباشرة، والفساد كلمة كنا نسمعها فيما مضى تتردد على استحياء في بعض المجالس أو اللقاءات التي تجمع المعارف والأصدقاء، وهم يتبادلون أطراف الحديث همساً عما يدور في بعض الإدارات والمصالح المختلفة، نعم كنا نسمعها وهي تتردد همساً في هذه المجالس أو تلك فالموظف (×) لا يمكن أن يسمح لك بالحصول على ترخيص ما إلا بعد أن يتسلم ما طلبه من «معلوم» وذاك الموظف «ح» لا يفضل المال من أجل ما يقدمه لك من خدمة واجبة لكنه يفضل أن تمنحه تذاكر سفر للدولة التي يختارها في الشرق أو الغرب. وهذا المواطن الذي بات يعتبر وجيهاً في مجتمعه حدث عنه ولا حرج فهو أشبه ما يكون بقطعة أسفنج تمتص وتمتص في كل مكان وموقع.. على حساب المواطن البسيط والمحدود الدخل الذي لا حول له ولا قوة، ويحمد الله ليل نهار أن وطنه أمن له العلاج والتعليم، ومع هذا فهو يعلم أنه يستطيع بطرق ملتوية وفاسدة الحصول على أشياء وأشياء تجعله يقفز مثل لاعب «الزانة» ليتخطى غيره ويصبح من الهوامير مجرد حصوله على معلومة سرية لمشروع ما تجعله بين ليلة وضحاها من أصحاب الملايين أو مشاركته خفية مع مسؤول فاسد.. وبعدها تجده يتسيد المجالس، ويكون من أوائل من يتقدم الصفوف الأولى في قاعات المناسبات والمحاضرات.. والسؤال الذي يقفز هنا بين الحروف من وراء انتشار هذا المرض الذي يناسبه أن نصفه بالخبيث، هل هي التربية داخل الأسرة أم مكتسبات مجتمعية مرفوضة وغير مقبولة، مع أن التعليم والحق يقال لم يقصر أبداً في حشد كل الطاقات التعليمية من خلال المقررات المختلفة التي تعزز داخل كل طالب وطالبة القيم والمبادىء والأخلاقيات التي ترفع من الثوابت الدينية والقيم الأخلاقية والنوازع الوطنية داخل نفوس الجميع والتي تحرم المساس بكل ما من شأنه يساهم في رفع درجة الإحساس الديني والوطني مما يشكل له درعاً واقياً أمام مغريات الفساد وخفافيشهما أكثرهم في كل موقع ومكان وها هي «نزاهة» تكشف لنا بين فترة وأخرى حقائق لا تقبل الشك بل ترصد بدقة ما قام به الفاسدون على اختلاف أنواعهم. ولا شك أن عين رؤية الوطن «2030 « كانت حادة جداً ببركة الله ثم قيادتنا الحكيمة التي سلطت بوصلتها تجاه «محاربة الفساد بقوة»وبدون تردد أو مجاملة فكانت «الرقابة» على مكتسبات الوطن وحماية المال العام وكل ما له علاقة بثروات الوطن والمواطنين مكشوفة للجميع ويا ويله وسواد ليله من يقع في مصيدة «نزاهة». فكانت أخبار ونجاحات هيئة الرقابة ومكافحة الفساد كل شهر تثري الإعلام الجديد، وتضرب بيد من حديد على كل من حلل لنفسه المال العام أو غير ذلك.. وماذا بعد نرفع العقال تحية تقدير وإكبار لرجال نزاهة الكرام الذين يعملون ليل نهار في حماية الوطن من الفساد.!