عطية محمد عطية عقيلان
نشرت قناة CNN بالعربية، تقريراً تلفزيونياً مصوراً، عن البصل الأحمر الذي يصنع منه الأيسكريم، حيث يوجد وتمتاز به مدينة تروبيا التي تقع في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، وحسب التقرير يعد البصل الأحمر الذي يمتد على سواحلها، حلو المذاق كالتفاح وغيره من الفواكه، ورغم جمال تضاريس المنطقة وسحر شواطئها، إلا أن التسويق اتجه إلى ترويج هذا النوع من البصل وإضافة هالة عليه، لجذب نوع جديد من السواح. وهو تأكيد على أهمية التنوع فيما يجذب السائح والحاجة للعرض والبحث عن الجديد والمختلف لإغرائه للقدوم، والدول تتسابق في تقديم عروض وبرامج مختلفة تلبي رغباته و تطلعاته، فحجم السياحة العالمية، عوائده السنوية بمليارات الدولارات، حيث سجل عام 2022م، عدد 250 مليون سائح دولي، وتصدرت السعودية الدول العربية بأكثر من 18 مليون سائح، وتعتبر السياحة من مستهدفات رؤية 2030 ، للمساهمة في زيادة مصادر الدخل وتنوعه، حيث تستهدف المملكة الوصول إلى 100 مليون سائح بحلول 2030، منهم 55 مليوناً من الخارج، و45 مليوناً من الداخل، وهذا سيؤدي إلى توفير أكثر من مليون فرصة وظيفية، وبأن تكون من ضمن الخمسة الأوائل في عدد السواح، وهذا أدى إلى زيادة عدد الغرف الفندقية، حيث قالت شركة «إس تي آر للأبحاث»، من المتوقع إضافة 80 ألف غرفة فندقية إضافية بحلول 2025م، كما أنه تم تسهيل الحصول على التأشيرات والفيز السياحية، ووجود تشريعات وقوانين تحافظ على أمنهم وحقوقهم وسلامتهم، مع التميز بالتنوع الجغرافي والثقافي والسكاني، مع التوجه لأهمية الاستثمار في المشاريع السياحية والمدن الترفيهية والمعارض المختلفة، والتي تجذب السائح من كافة أنحاء العالم، حيث تتنوع لكل من يبحث عن الصناعات الحرفية لكل منطقة يزورها، ويرغب بالأكلات الشعبية، وهذه فرصة لتوجه الشباب لها، من خلال التعليم والتدريب وإجادة لغات تسهل التواصل مع مختلف السواح وثقافاتهم، مع تنوع الأنشطة السياحية، والتي تحتاج إلى متخصصين في كل مجال، ونلحظ كيف نشطت في السنوات الأخيرة مختلف الوزارات والهيئات، للقيام بأنشطة موسمية سياحية تجذب السائح في مختلف المناطق، منها موسم الرياض، ورالي دكار، ومعارض الكتب الدولية، ومعرض الدفاع، ومهرجان المأكولات الشعبية ، ومناطيد في العلا، وشتاء طنطورة، ومهرجان السودة بعسير، وفورملا إي، ومباريات دولية كما حدث بالسوبر الإسباني والإيطالي، ومباراة النصر والهلال ضدباريس سان جيرمان، وبطولة للتنس الأرضي... وهناك مقومات مهمة يمكن تطويرها والاستفادة منها وترويجها للجذب السياحي، مثل مهرجانات التمور سواء في بريدة أو الأحساء، كذلك مهرجان الحمضيات في الحريق، وموسم الحريد في جيزان، وكذلك برامج الاستكشاف سواء للمناطق الصحراوية أو السواحل أو الغوص أو الغابات في الجنوب.
علماً أن أغلب الدول السياحية تشجع على المهرجانات المحلية والأسواق الشعبية، لأنها تجذب السائح للتعرف على ثقافة وعادات الناس من خلال لبسهم ومأكلهم، مع حرصهم على الشراء والاقتناء، بل هناك يوم من كل أسبوع تشتهر به بعض المدن السياحية، يعرض فيه السكان المحليون منتجاتهم من زراعة ومنسوجات، لجذب السائح للتعرف على ثقافة البلد في المأكل والملبس، كذلك تتجه الدول لابتكار أنماط جديدة من السياحة، كالسياحة العلاجية من خلال توفير مستشفيات ومصحات على أعلى مستوى، والسياحة البيئية، والتي تستقطب هواة الطبيعة البكر والمحافظة على بيئتها، كذلك السياحة التراثية، للباحثين عن تاريخ وحضارة المناطق للتعرف عليها ومعايشتها.
خاتمة: السياحة والسفر مفيدان للإنسان، لإزالة تعب العمل والترويح عن النفس وتجديد النشاط، واستكشاف المدن والمناطق المختلفة، والتعرف على عادات وثقافات وطباع أخرى، وهي مهمة لنا جميعاً، مهما كان نوع السفر، أو السياحة، وهي مستقبل اقتصادي من خلال الاستثمار في المشاريع السياحية، والنمط الجديد من الوظائف في كافة المجالات السياحية التي تستوجب التوجه في التعليم والتدريب لها.