علي الزهراني (السعلي)
كلنا نتمنى أن يكون الإيمان داخل قلوبنا يقيناً يسري بجوارحنا ولكن السؤال المهم هنا من وجهة نظري هو: متى يكون الإيمان متغللاً في ذواتنا ومن ثم ننقله إلى غيرنا، وكيف ننثره ورداً على سطور أرواحنا ثقافة؟
نحن نحتاج إلى جملة من الإيحاءات والتدريبات وإن أردتم الورش الذاتية لنخلق حالات إيمانية تؤثر فينا وفي غيرنا,
قبل أن أبحر في سرد هذه الحالات لابد أولاً من تحليل مفردة «إيمان» ثم ننطلق إلى ثقافة الإيمان بذواتنا.
إن من المحظوظين من تكون أو يكون اسمه «إيمان» لماذا؟ حسناً رغم أن الأسماء كما قيل لا تعلل، هذا صحيح ولكن لنسبر غور هذا الاسم الجميل اسماً وصفة لنبحث في المعجم:
تعريف ومعنى إيمان في معجم المعاني الجامع:
إِيمان: (اسم)
إيمان: مصدر أَيمنَ
إِيمَان: (اسم)
إِيمَان: مصدر آمَن
إِيمان: (اسم)
مصدر آمَنَ
فالإيمانُ: التَّصدِيق
الإيمانُ شَرعاً: التصديق بالقَلْب، والإِقرار باللّسان.
هذا من ناحية دينية لغة وشرعاً ما يهمني الآن هو تحويل الإيمان إلى ثقافة كيف؟ حسناً لابد من إيمان الحرف والسطر والكلمة والأسلوب في طي الكتابة وهنا أصل مقالي، لابد لأي كاتب أن يمتلىء إيماناً ويقيناً بما يكتب ليرضى حرفه وكلمته وسطره يقنع ذاته أولاً وعاشراً ثم بعد ذلك يشربه المتلقي هنيئاً مريئاً فكراً وسمواً ورفعة ونقداً وتحليلاً وتفسيراً، أو يهمله منذ بدء عنوانه وهذا وارد فربّ مقالٍ لا ينتشر إلا بعد مدّة قصرت أم كبرت.
إذاً إيمان الكاتب بما ينثره من ضروريات الكتابة صدقاً وعملاً وتفاخراً بشرطين يكون ذلك مؤثراً في الكاتب والمتلقي ويبقى أثره بعد حين، ومحدثكم يعشق اسم إيمان لأن بداخلي إيماناً بأن الغد أجمل وأبهى وأزكى وأطهر وأنقى وأثمر بإذن الله ..
سطر وفاصلة
كلما كان المرء مؤمناً بحرفه زاد رزق قرّائه، نما وأورق وحان قطفه.
فالإيمان بالشيء أصل في تصوره هكذا يقول النقاد.
أما أنا فإيماني بحرفي لا هوادة فيه مهما حاول الغير كسر ساقه.
إيمان هواي عشقي
وثمالة أهاتي وشوقي
إيمان سطري فاصلتي
ونور أنّاتي وفرحي
تناقض بين شيئين
وما بينهما نزقي