ندى بنت محمد النبهان
كثيرًا ما نسمعهم يقولون للذين يسافرون؛ لقضاء الإجازة والتنزُّه: (سُوَّاح)، ولقيادة السَّيارة: (سُوَاقَة)، وهاتان الكلمتان غير صحيحتين، والصَّواب: (سُيَّاح)، و(سِيَاقة) -بالياء- يقولُ الحريريُّ (ت516هـ): «ومِن أوهامهم أنَّهم يجمعون سائحًا على سُوَّاح، وهم الضَّاربون في الأرض؛ للتَّفرج والنُّزهة. وهذا وهمٌ ظاهر، والصًّوابُ أن يُقال: سُيَّاح؛ لأنَّه مشتقٌّ من الفعل: ساحَ الماء يسيحُ سِيَاحة، إذا جرى على وجه الأرض. ومنه قول الفرزدق:
وكم للمُسلمين أسحت فيهم
بإذنِ الله من نهرٍ ونهر
ونظيرهُ في الاشتقاق قولهم: هذا مكتب لتعليم السواقة، يعنون قيادة السيارات، فيخطئون. والصَّواب أن يُقال: مكتب لتعليم السياقة؛ لأنَّها من الفعل: ساقَ السيارة يَسوقها سِيَاقة، نحو: قادَ يَقُودُ قِيادة، وحاكَ يحُوكُ حِيَاكة، وصَاغَ يَصُوغُ صِياغَة. وفي المثل قولهم: إليكَ يُساقُ الحديث، وقولهم: هُوَ يسُوق الحَديثَ أحسنَ سِيَاق».
Twitter: @nada_alnabhan
• دُرَّة الغوَّاص في أوهام الخواص- الحريري: ص267.