د.عبدالعزيز الجار الله
لفت أنظارنا وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى ثقافة إدارية وسلوك هو من ضرورات نجاح العمل الجماعي، عندما ختم كلمته في منتدى اكتفاء 2023، يوم الاثنين الماضي 30 يناير 2023 في المنطقة الشرقية، بطلبه من الحضور تحية فريقه في حفل افتتاح المنتدى بقوله:
(إذا سمحت لي يا صاحب السمو -أمير الشرقية- لن أغادر هذا المنبر دون أن أشكر المجموعة الذين شرفوني اليوم بالوقوف أمامك، والذين أطلق عليهم اسم فريق المستقلين، وهو فريق حديث أنشأناه في السنوات الثلاث الماضية، مكون من شباب وشابات سعوديين وسعوديات، يعملون ويسعون لتحقيق هذا الهدف العظيم، وأود أن أطلب من أصدقائنا في أرامكو، وسابك والشركة السعودية للكهرباء، والضيوف الأعزاء تحية لهذا الفريق، كما أطلب من فريق المستقلين الوقوف لنراهم، وفي العام المقبل 100 شخص). وكالات الأنباء، ويقصد وزير الطاقة بالرقم 100، أي زيادة العدد إلى 100 موظف العام المقبل.
كانت وما زالت الثقافة الإدارية في الوطن العربي والتقليد الإعلامي يستخدم عبارة: (حضر الوزير وآخرون) هنا الآخرون هم القيادات الفاعلة والعناصر الأساسية التي قامت عليها نجاحات الأعمال، لكن كالعادة يتم نسيانهم حتى من الشكر المعنوي، ويتم الإشارة إليهم (الآخرون).
الملك عبدالعزيز يرحمه الله رحمة واسعة -الفترة السياسية 1902/ 1953-، عندما بدأ مشروع توحيد المملكة العربية السعودية، وتوحيد معظم أقاليم الجزيرة العربية في دولة واحدة، انجذبت إليه وهجرت بلدانها العربية شخصيات:
سياسية، واقتصادية، وقانونية، وطبية، وإدارية، وكتاب من المثقفين والصحفيين والتاريخيين، جذبهم هذا الحلم والقائد العربي، في تأسيس دولة عربية، ودافع لخلاص الوطن العربي من الاستعمار الأوروبي، والهيمنة العثمانية، فقد قلد الملك المؤسس هذه الشخصيات العربية المناصب السياسية والدبلوماسية، ومناصب الدولة الأخرى، وتلقى الفريق الذي عمل مع المؤسس عبدالعزيز، كل الشكر والحب من القيادة والشعب، على ما قدموه لبلدنا، واليوم ينعم أنجالهم وأحفادهم برعاية الدولة وتقديرها لهم، عرفاناً لما قدموه.
هذه الثقافة يجب الحرص عليها في جميع أعمالنا، ووضعها ضمن تقليد وعرف إداري في مشروعاتنا الكبيرة، فوطننا يفخر بجميع من عمل من أجله.