عبد الرحمن بن محمد السدحان
* إخواني وأخواتي.. أبناء وبنات هذا الوطن الغالي.. أرجو ألاّ ينظرنّ أحدُكم أو إحداكنّ إلى النصف (الفارغ) من الكأس لتحكموا على وطنكم الغالي.. إرادة ووسيلةً وإنجازاً، بل انظروا جميعاً إلى (النصف الملآن منه) لتروا ما يسر العين بهجةً، ويثلج الخاطر تفاؤلاً، ويبهج القلب ثقةً وسروراً.
* * *
* هناك من يعمل منكم ومنكنّ في صمت، خدمةً لهذا الوطن، وهم كثر بإذن الله، فيشقى في أدائه، وينعم بإنتاجه، ويبذل ما في وسعه وصولاً إلى لهفة الإبداع.
* * *
* وهناك منكم جميعاً من يعمل مجتهداً، فيصيب تارات.. وقد يخطئ في أخرى، لكن لا يكلُّ ولا يملُّ حتى يبلغ غايته، وتلك هي القدوة المنشودة.
* * *
* وهناك من (لا يعملُ) وإن ادّعَى، فلا يصيب في شيء، ولا يدرك في الختام شيئاً، ومثل هذا لا يدرك صلاحاً ولا فلاحاً.
* * *
* وهناك (العاقُّ) لنفسه وأهله ووطنه، فلا يدرك بذلاً ولا انتماءً ولا تعاملاً. ثم.. لا يرى الحقَّ حقاً، ولا الباطل باطلاً، بل يمضي يشقى في مسار معاكس لناموس العمل الشريف، ليشقى في النهاية مع نفسه بنفسه، وتخسر البلادُ والمجتمعُ بسببه (مشروع مواطن) كان يمكن أن (يكون صالحاً) لنفسه، (مصلحاً) لما بين يديه من (همَّ) الواجب لنفسه ولوطنه، ثم يبيت (مفلساً) إرادةً ووطناً.
* * *
لست بهذا السرد أنشدُ من المواطن والمواطنة (مثالية) في الظن بوطنه، إخلاصاً له، وبذل مافي وسعه من أجله، ومن يعنيه أمرهُ من أهله. فكل تلك الرُّؤى أمرٌ قد لا يدركه كل الناس كل الأوقات، لأسباب لا يعلمها سوى رب العالمين.
* * *
* وأستدرك من ذلك القولُ بأنه حتى توقيت النية الصالحة، والإرادة الصادقة، والتأهيل المراد, فذلك هو المراد فإن تجاوز الفعلُ هذا المستوى بذلاً وإخلاصاً واهتماماً، فذاك خير يلحقه خير.
* * *
* اللهم أحسن نوايانا وجهودنا لنعمل عملاً صالحاً ترضاه، ونسعد نحن بفعله ونتائجه، ويحقق لنا وفاءً لوطننا الغالي، ولندرك في النهاية غاية الحب للوطن، وندرك معه غاية البرّ والصلاح من أجله.