إيمان الدبيّان
مسيرة الحياة خطة مرسومة، وللإنسان في حياته إستراتيجيات معلومة، وأحياناً يعيشها البعض بعشوائية غير مفهومة مهملاً للتخطيط ولتقدير الأمور لا يحيط.
بين الافتراضات والواقع في المستقبل تُرسم الخطط وتحدد أنواعها، وتُحصر الأهداف وتوضح إستراتيجياتها، فتكون لدينا خططاً إستراتيجية أو عملية أو تكتيكية أو خططًا للطوارئ احترافية، هذا بعض من مفهوم التخطيط بشكل عام الذي ببساطته يصل للمتخصص والعوام.
التخطيط مهم لإدارة وقتنا وتقييم ذاتنا، وتحديد المخاطر المحتمل حدوثها، ومعرفة أثرها الإيجابي أو السلبي، ومستواها وزمنها، وكيفية تجنبها، أو آلية تحملها، وأحياناً كيفية استثمارها، فلا يمكن أن ينجح مشروع فردي أو جماعي، شخصي أو مهني لا يمكن أن ينجح إذا لم تكن هناك إدارة ناجعة للمخاطر التي ربما تقع، وقد تكون مجرد احتمال مرتفع.
من الضروري أن يكون هناك وعي وثقافة بأهمية التخطيط وإدارة المخاطر فيكونا أسلوب حياة يزهو فيه واقعنا ويثمر به مستقبلنا ونتعلم فيه من ماضينا، التخطيط وإدارة المخاطر في كل أرجاء بيتنا الشكلية والجوهرية، في ارتباطتنا الخاصة وفي جميع علاقاتنا العامة، في عملنا في أهدافنا ومطالبنا واحتياجاتنا.
نحتاج اليوم على المستوى الفردي أكثر من أي وقت مضى إلى التخطيط وإدارة المخاطر اقتصادياً واجتماعياً وعملياً؛ لنحقق لأنفسنا مستوىً عاليًا من مستويات جودة الحياة.
الأمثلة على ذلك كثيرة ومنها: ازدحام الشوارع وكثافة حجم الحركة تجعلنا نخطط قبل الخروج لنختار الطريق الأنسب ونقدر الاحتمالات الإيجابية والسلبية في قرار اتخاذ هذا الطريق مقدرين الوقت والهدف والمبررات والتوقعات كافة.
ومن الأمثلة كذلك على التخطيط وإدارة المخاطر اختيارك لمسكن معين تقتنيه أو تبنيه مهم أن تضع خطة تحدد فيها احتياجاتك وأهدافك ورغباتك، وتدير جميع المخاطر قبل وجود المبنى، وعند الحصول عليه، وأثناء استخدامه إيجاباً وسلباً.
وآخر أنموذج يتعلق بإدارة تربيتنا لأبنائنا بحرية لهم لا تطغى عليها سلطة الأسرة، ولا يتجاوزون فيها احترام وثقة وقيمة الأبوة تخطيطاً وتفهماً للمخاطر فهما جزءان مهمان يصعب فصلهما عن بعضهما، فكلما كانت الخطة محكمة أصبحت إدارة المخاطر هادفة.
التخطيط أداة، والإدارة نجاة، والعمل بهما سعادة حياة.