م. بدر بن ناصر الحمدان
يقع الكثير من الموظفين في «فخ» تسويق أنفسهم وأعمالهم بشكل خاطئ أمام مدرائهم وزملائهم، وحتى أمام أفراد فريقهم، وعادة ما تكون نتائجه وخيمة على المدى البعيد، في بيئة العمل (أنت عضو في منظومة ولست بمفردك)، وغالباً إذا ما كُنت في منظمة متطورة عليك أن تُدرك أن أغلب الذين يحيطون بك هم أذكى منك، وأكثر إدراكاً، وفهماً بما يحدث، حتى ولم يبدوا لك ذلك، وهذا يحتم عليك أن تكون أكثر توازناً في ممارسة تسويق نفسك وإبراز عملك بطرق احترافية تستطيع أن تُظهر من خلالها العمق الذي بداخلك والمخزون المعرفي الذي تتمتع به وتترك للآخرين اكتشافه بذاتهم.
الطرق التقليدية، وأدوات الإبهار المؤقتة لم تعد مجدية أو مقبولة وباتت أكثر سخرية في استعراض ما تعتقده عنك وترغب أن تبني من خلاله سمعة طيبة، فأفضل السبل لتسويق نفسك وعملك وقدراتك هو ما يمكن أن تقوم بإنتاجه وتقديمه كعمل حقيقي يسهم في تطوير المنظمة وتحقيق أهدافها والإيفاء بمتطلباتها، عليك أن تكون أكثر نضجاً في استخدام الأدوات التي تهدف من خلالها لبناء تلك السمعة المهنية، فالعبرة بما تستطيع تقديمه من منتج للمنظمة لا ما كنت عليه في مكان آخر، إذا لم تستثمر إمكاناتك العلمية والعملية وتوظيفها لصالح مهام عملك الآن فما تقوم به سيكون مجرد «تسويق للوهم».
توقف عن استخدام الأساليب المبتذلة لتثبت أنك الأفضل مهما كانت أقدميتك أو خبراتك أو مؤهلاتك أو تجربتك العملية أو معرفتك وحتى طموحاتك وركّز على إدارة مسؤولياتك بهدوء ومهنية، وبأقل مستوى من الاستعراض، تذكر دائماً أن التفوق يكون بما تتركه خلفك من مُنجز يشعر به الناس عند مغادرتك، فلا أحد سيكترث بك ولا من أنت دون أن يكون لك أثر ومُنتج حقيقي.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}.