محمد ناصر الأسمري
تسكن منطقة نجران مجموعة من القبائل، وهى قبائل ترجع في جذورها ونسبها إلى قبائل العرب القديمة التي استوطنت الجزيرة العربية منذ قرون طويلة، والقبائل النجرانية المتواجدة اليوم في منطقة نجران تتمسك بالتقاليد والعادات الأصيلة التي ورثتها عبر مئات السنين، ويغلب على حياتها الاجتماعية الطابع العشائري والحياة القبلية، والتقاليد البدوية الأصيلة التي تغلب على أهل البادية، وتتصف تلك القبائل بالكرم والنخوة والشجاعة، وهم أساس النسيج الاجتماعي في منطقة نجران، ومن هذه القبائل والعوائل التي سكنت نجران عائلة آل أبو ساق الكريمة، والتي تنحدر في نسبها من قبيلة عربية تاريخية، لها مكانتها وجذورها التاريخية في شبه جزيرة العرب. https://www.jwwab.com/
وقد فصل الدكتور اللواء محمد بن فيصل أبو ساق الكثير عن نجران وأهلها في كتابه: نجران: نجر امتروبوليس ومدخل إلى نجران الحديثة 24 ق.م إلى 1994م
ومنطقة نجران مرت في مراحل تكوينها الحضاري بمراحل مضنية من الكفاح والنضال من أجل الحرية والتوق للتوحد والاتحاد في دولة مدنية حديثة.
كانت اليمن مصدر تهديد مستمر لنجران في حروب متتالية واحتلال متكرر وتدمير وتخريب وقتل وقتال، لكن كل هذا لم يفت في عزيمة الشعب وقياداته القبلية والدينية في الدفاع عن الأرض والإنسان.
أشار مؤرخون كثر إلى أن إنقاذ نجران كانت من خلال تعاضد النجرانيين في طلب الانضمام للدولة السعودية. وكما سبق الإشارة فقد كان المؤرخ النجراني محمد أبو ساق ممن أثرى هذا الجانب وحسب موقع https://garbnews.net/news/s/70331
(واجهت الملك عبد العزيز في أوائل حكمه كملك مشاكل في العلاقات الخارجية ومنها، قضية الحدود مع اليمن التي لم تكن قد حددت من جانب البلدين مما أدى إلى خوف الإمام يحيى بن حميد الدين من توسع الملك عبد العزيز باتجاه الجنوب ولذلك, حاول أن يعتدي على أهل نجران لضمها إلى اليمن, وعندما بدأ باحتلال نجران أثار أهل نجران وذهبوا إلى الملك عبد العزيز لطلب المساعدة والحماية. فخلال حج عام (1350هـ -1932م) ذهب وفد من قبائل (يام) إلى الملك عبد العزيز مع عبد العزيز العسكر ممثل الملك عبد العزيز في أبها, وجابر أبو ساق, وذلك لتجديد العهد الذي أبرموه مع الإمام فيصل بن تركي لحمايتهم وكف السوء عنهم وللدخول تحت لوائه ولإعلامه أيضاً بأن الإمام يحيى قد حشد قواته في ( الفرع). وبعد وصولهم إلى الرياض ومقابلة الملك عبدالعزيز وعرض طلباتهم عليه مكثوا مدة ستة أشهر منتظرين توجيهاته للعودة إلى نجران مع الإمدادات, فأمر الملك عبدالعزيز بإمدادهم برايتين واحدة (لابن منيف) والثانية (لأبو ساق) كي يتوجهوا إلى نجران انتظاراً للمدد من الجيش السعودي.
وفي عام (1352هـ 1934م) أرسل الملك عبد العزيز حملتين قاد إحداهما ولي عهده الأمير سعود الذي خطط للهجوم على نجران والزحف متسللاً عبر الجبال الوعرة في الشمال الغربي من اليمن، والأخرى باتجاه الحديدة سالكة الطريق الساحلي تحت قيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز).
وبهذا فقد تحقق الانتصار على إمام اليمن وقواته وسارت الأحداث السياسية والعسكرية في مسار حقق انضمام نجران لمظلة الحكم السعودي حين وقعت اتفاقية الطائف 1934م وكما قال محمد أبو ساق انتهت عصور من العزلة, كان للأمير (الملك) سعود رحمه الله قصب السبق في الحرب ضد إمام اليمن ومطامعه في ضم نجران لتكون من مملكته المتوكلية اليمنية فقد قاد حملات عسكرية ترجحت في الانتصار والهزيمة لكنها انتهت لنصر كبير تحقق بمباركة الملك عبد العزيز رحمه الله وقد فصل الخبير العسكري محمد أبو ساق عن إستراتيجية الحرب التي أدت إلى إنهاء حالة الحرب في كتابه الذي أصدرته دارة الملك عبد العزيز.
كما أشار نفس الباحث أبو ساق أن الملك عبد العزيز لم يكن يتطلع إلى ضم اليمن للمملكة العربية السعودية كما كان بعض المشيرين عليه - الملك عبد العزيز - أن يضم اليمن لبلاده فقد كان يرفض هذا بالقول إن اليمن ليست لي.
اليوم نجران من مفاخر الوطن عدّةً وعتاداً في عصر التنمية والنمو في عهد الرخاء والعزم والحزم وكما قال الشاعر زاهر بن عواض الألمي الذي عاش ودرس في نجران:
نجران يا مهدأً اناخ بسفحه
شم الانوف، وفي رباك ترعرعوا
نجران من قدم العصور تحثوا
عنك الرواة فمجدوك وابدعوا
واليوم ترفل في ذرى العهد الذي
امسى مناراً في الجزيرة يسطع
شخوص وشخصيات من نجران مجاهدون في سبيل الله
سطر عدد من أبناء نجران بطولات في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية من خلال مشاركتهم في الجهاد التطوعي في فلسطين ثم في الجيش السعودي النظامي الذي شارك في حرب فلسطين 1948م الذي وثقت فيه تلك المشاركات وكذا في الدفاع عن بلدان عربية أخرى.. حنيش بن مانع اليامي/ صور مرسلة من ابنه منصور بن مانع بن حنيش اليامي إلى المؤلف الأسمري اللواء المجاهد علي بن مانع بن ذياب اليامي، هذا بطل من أبطال الجهاد التطوعي من أقطار عربية متعددة من أجل الدفاع عن فلسطين قبل الحرب النظامية للجيوش العربية ومنها الجيش السعودي. بعد قرار الجامعة العربية وقادتها، عاد اليامي إلى وطنه المملكة العربية السعودية وانضم إلى الجيش السعودي ومارس أعمالاً قيادية وترقى في الرتب العسكرية حتى وصل رتبة لواء ثم أحيل إلى التقاعد وفي كتابي الجيش السعودي في حرب فلسطين توثيق موسع لشهادته ومشاركته مع المجاهدين في جيش الإنقاذ ثم مع الفوج السعودي للمجاهدين الملحق الجيش السوري.
استقطبه الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني فأعاد خدمته ضابطاً في الحرس الوطني برتبة لواء، وعمل في عدة مواقع حتى أحيل للتقاعد.
نال اللواء اليامي رحمه الله العديد من أوسمة الشجاعة من الجيش السوري، ومن القيادة السعودية.