نجح فريق طبي متخصص في جراحات المخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، من إنهاء معاناة مريضة في العقد الثاني من العمر، عانت على مدار سنوات من صعوبة حادة في التنفس وخروج سوائل مخاطية سميكة من الأنف والشعور بالصداع.
ذكر ذلك الدكتور هاني الجهني استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على البورد الفرنسي رئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف أنه فور وصول المريضة للعيادة تم إخضاعها للكشف السريري وإجراء عددٍ من الفحوصات الدقيقة المخبرية وعمل التصوير المقطعي (C.T Scan) والرنين المغناطيسي (M.R.I)، وقد أثبتت النتائج وجود ورم فطري من النوع النادر جداً، بطول 6 سم ومتمركز في الجيوب الأنفية ومتمدد داخل تجاويف الجيوب الأنفية وصولاً لقاع الدماغ، ومسبباً تآكل العظام الفاصلة بين الجيوب الأنفية والمخ.
على الفور تم تشكيل فريق طبي مكون من جراحة المخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والتخدير لدراسة كافة جوانب الحالة، حيث تم اتخاذ القرار بإجراء عملية عاجلة للسيطرة والحد من انتشار الفطريات في كامل الدماغ، وتقليل الأعراض والمتمثلة في نقص نسب الأكسجين التي يحتاجها الجسم.
مشيراً إلى أنه تم تجهيز المريضة للعملية مع إعطائها مضادات حيوية، وقد استغرقت الجراحة تحت التخدير العام 3 ساعات باستخدام تقنيات المنظار المتطور، حيث تم فك الالتصاقات وتحرير الورم من تشعباتها داخل تجاويف الجيوب الأنفية، وإجراء عملية تنظيف كاملة لتلك المنطقة، وذلك للقضاء على الفطريات، ومن ثم إجراء ترميم للمنطقة العظمية المتآكلة من خلال أخذ غشاء من أنسجة الفخذ وإجراء ترقيع عظمي، وذلك للحيلولة دون خروج سوائل المخ ومنعها من التسرب.
موضحاً أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، إذ نقلت المريضة بعد العملية لجناح التنويم، حيث تلقت رعاية فائقة على مدار خمسة أيام خرجت بعدها للمنزل وهي بصحة جيدة وعاد إليها التنفس بصورة طبيعية، موضحاً أنه بمرور أسبوع على العملية تم إخضاع المريضة لفحوصات دقيقة والتي أثبتت نجاح العملية بنسبة 100 %.