من نعم الله على عباده أن يغيثهم بالأمطار، التي يحيي بها الأرض بعد موتها، فتهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج، وهذه وقفات مع الأمطار:
الوقفة الأولى: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف ذلك في وجهه، كراهية أن يكون فيه عذاب، قالت أُمنَّا الصدِّيقة عائشة -رضي الله عنها- إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ؟ قَالَتْ: فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ، فَقَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]). وقالت -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ). رواه مسلم. قال النووي -رحمه الله- عند هذا الحديث: «فِيهِ الِاسْتِعْدَادُ بِالْمُرَاقَبَةِ لله وَالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ عِنْدَ اخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَحُدُوثِ مَا يُخاف بسببه، وَكَانَ خَوْفُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُعَاقَبُوا بِعِصْيَانِ الْعُصَاةِ».
الوقفة الثانية: أنَّ المطر ماء مبارك، قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا} [ق: 9] قال ابن عطية -رحمه الله-: «قيل يعني جميع المطر، كله يتصف بالبركة وإن ضر بعضه أحياناً، ففيه مع ذلك الضر الخاص البركة العامة». وقال البغوي -رحمه الله-: «كثير الخير وفيه حياة كل شيء». قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30] قال قتادة -رحمه الله-: «كل شيء حي خُلق من الماء». وقال ابن كثير -رحمه الله-: «أي: أصل كل الأحياء منه». وقال الشنقيطي -رحمه الله-: «قال بعض العلماء: هو الماء المعروف؛ لأنَّ الحيوانات إمَّا مخلوقة منه مباشرة كبعض الحيوانات التي تتخلق من الماء، وإما غير مباشرة؛ لأن النطف من الأغذية، والأغذية كلها ناشئة عن الماء».
الوقفة الثالثة: أنَّ المطر ماء طهور، قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} [الفرقان: 48-49] قال السعدي -رحمه الله-: «يطهِّر من الحدث والخبث، ويطهِّر من الغش والأدناس، وفيه بركة، من بركته أنَّه أنزله ليحيي به بلدة ميتا، فتختلف أصناف النوابت والأشجار فيها، ممَّا يأكل الناس والأنعام».
الوقفة الرابعة: أنَّ المطر إنَّما ينزل برحمة الله وحده، وبفضله وجوده وإحسانه سبحانه وتعالى، أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- على الناس بعد أن صلى بهم صلاة الصبح في الحديبية على مطر كان من الليل فقال: (أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟). قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ: (قَالَ الله: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ الله وَبِرِزْقِ الله وَبِفَضْلِ الله، فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي، كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا، فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي). رواه الشيخان.
ومن السنة أن يقول بعد نزول المطر: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ. والمؤمن يعلم يقيناً أنَّ نزول المطر ليس لأجل كوكب أو نجم أو نوء من الأنواء، بل هو من عند الله ينزله على من شاء متى شاء، ويمنعه عمَّن شاء متى شاء سبحانه العزيز الحكيم.
الوقفة الخامسة: استبشار الناس بالمطر، وفرحهم بنزوله، قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الروم: 48]
الوقفة السادسة: أنَّ النفوس تشتاق إلى رؤية الأمطار والسيول، شوقاً يدعوها إلى النزهة لمشاهدة الأرض وقد ارتوت، والأودية وقد سالت، ويتناقلون أخبارها حامدين لله، شاكرين له على عظيم فضله وإحسانه، قال الله تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17]
الوقفة السابعة: أنَّ المطر النافع، هو الذي تنبت معه الأرض، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا). رواه مسلم.
الوقفة الثامنة: أنَّ الناس في أشد الحاجة إلى الغيث، فلو لم ينزل فمن أين يشربون؟ {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } [الواقعة: 68- 70] قال السعدي -رحمه الله-: «المطر، ينزله الله تعالى، فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدران المتدفقة، ومن نعمته أن جعله عذباً فراتاً تُسيغه النفوس، ولو شاء لجعله مِلْحاً أجاجاً مكروهاً للنفوس، لا يُنتفع به {فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} الله تعالى على ما أنعم به عليكم».
الوقفة التاسعة: التفكر في نعمة إنزال المطر، كيف حملت السحب الثقال الماء الكثير، وكيف سارت به واتجهت، ومتى يكون نزول المطر، ومتى يكون إمساكه، وعلى من ينزل، وعلى من يُمنع، ينزل على هيئة قطراتٍ تجتمع حتى تُصبح سيلاً جارياً في الأودية والشعاب، وتجتمع في السدود حتى لا تكاد ترى طرفه الآخر، ويرتفع به منسوب المياه في الآبار، ويُستخرج منها وقت الحاجة؛ لسقيا البشر والزروع والبهائم، وهذه الأمطار والسيول يُصرِّفها الله كيف يشاء بحكمته ورحمته، فيُمطر أرضاً دون أرض {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا* لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا* وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الفرقان: 48- 50] قال الطبري -رحمه الله- عند قوله تعالى: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} أي: «إلا جحوداً لنعمي عليهم، وأياديّ عليهم». وقال عكرمة -رحمه الله-: «يعني: الذين يقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا». ويتفكر فيما في تلك السحب من رعد قوي يُسبِّح بحمد الله، وبرق يكاد يخطف الأبصار، في قدرةٍ إلاهية عظمى، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 24] قال ابن كثير -رحمه الله- عند قوله تعالى: {خَوْفًا وَطَمَعًا} أَيْ: تَارَةً تَخَافُونَ مِمَّا يَحْدُثُ بَعْدَهُ مِنْ أَمْطَارٍ مُزْعِجَةٍ، أَوْ صَوَاعِقَ مُتْلِفَةٍ، وَتَارَةً تَرْجُونَ وَمِيضَه وَمَا يَأْتِي بَعْدَهُ مِنَ الْمَطَرِ الْمُحْتَاجِ إليه».
الوقفة العاشرة: من السنة عند نزول المطر ما يلي:
أولاً: أن يكشف المرء شيئاً من بدنه ليصيب جسده المطر، قَالَ أَنَسٌ -رضي الله عنه-: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: (لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى). رواه مسلم. قال النووي -رحمه الله-: «يُسْتَحَبُّ عِنْدَ أَوَّلِ الْمَطَرِ أَنْ يَكْشِفَ غَيرَ عورَتهِ لِيَنَالَهُ الْمَطَرُ».
ثانياً: الدعاء فقد كَانَ النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: (اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا). رواه البخاري وفي رواية صحيحة (اللهم صيباً هنيئاً). قال ابن حجر -رحمه الله-: «إنَّ الدُّعَاءَ الْمَذْكُورَ يُسْتَحَبُّ بَعْدَ نُزُولِ الْمَطَرِ لِلِازْدِيَادِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ مُقَيَّدًا بِدَفْعِ مَا يُحْذَرُ مِنْ ضَرَرٍ».
الوقفة الحادية عشرة: أنَّ الدعاء عند نزول المطر لا يرد: عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ- أو: قَلَّما تُرَدّان: الدعاءُ عند النداءِ، وعند البأس؛ حين يُلْحِمُ بعضهم بعضاً) زاد في رواية: (وَوَقْتَ المطر). رواه أبو داود بسند حسن.
الوقفة الثانية عشرة: إذا اشتد المطر وخُشي من الضرر منه، فعلى المؤمن أن يدعو بهذا الدعاء: اللهم حَوَالَينا ولا علينا، لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَبَيْنَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله: هَلَكَ المَالُ وَجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ الله لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الغَدِ وَبَعْدَ الغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ -أَوْ قَالَ: غَيْرُهُ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وَغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ الله لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللهمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا» فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ). رواه الشيخان.
الوقفة الثالثة عشرة: ومن الأحكام حال نزول المطر الكثير الذي يشق معه الخروج من البيت جواز جمع صلاة العصر مع الظهر والعشاء مع المغرب، وللمؤذن أن يقول: صلوا في رحالكم. عن سعيد بن جبير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: (صَلَّى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ) قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا، لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: (أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ). رواه مسلم. وقال الإمام ابن باز -رحمه الله-: «المسلمون في القرى والأمصار إذا نزلت بهم الأمطار فصارت الأسواق فيها الدحض والزلق والسيول، فإنهم يجمعون بين المغرب والعشاء جمع تقديم؛ لئلا يشق عليهم الخروج للعشاء مع وجود المطر المتتابع». وسئل -رحمه الله- عن حكم الصلاة عند المطر، هل يقول المؤذن: صلوا في رحالكم، وهل يجمعون؟ فأجاب: «إذا كان فيه مشقة، وقال: صلوا في رحالكم. فلا بأس، وإن جمعوا فلا بأس». وعَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَمُطِرْنَا، فَقَالَ: «لِيُصَلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فِي رَحْلِهِ».
الوقفة الرابعة عشرة: الحذر من الاقتراب من أماكن تجمع المياه، ومن بطون الأودية، فإنَّ بعضاً من قائدي السيارات قد يخوض حوض وادٍ يجري فيه السيل، إمَّا استعراضاً أو استهتاراً بقوة السيل، فيعرِّض نفسه ومن معه للخطر، ولكم أن تستمتعوا بجريانها ومشاهدتها في أماكن مأمونة لا خطر فيها.
الوقفة الخامسة عشرة: أهمية نظافة المكان عند النزول للبر، حيث يكثر خروج الناس إليه وقت الأمطار، وأن يترك المكان بعد الانصراف مثلما كان أو أفضل، ومن ترك مخلفاته بعده تؤذي الناس أو الكائنات، أو تلوث البيئة فإنَّه آثم بذلك، وقد يدعو عليه من يأتي بعده.
اللهم بارك لنا فيما أنزلت من غيث عميم، وزدنا منه يا رب العالمين، واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتممها علينا.