رمضان جريدي العنزي
صاحب المصلحة (المصلحجي) أناني بدرجة تفوق مع مرتبة الدناءة الأولى، لا يبحث إلا عن مصلحته الشخصية، مبدأه نفسي نفسي ولا أحد غير نفسي، يملك نزعة قوية في حب الذات والاستحواذ، يحب ذاته بشكل مفرط، ومن أجل ذلك يلجأ للكذب والنفاق والرياء والتلون ويعمل بطرق ملتوية غير مستقيمة، ما عنده شفقة بالآخرين ولا يهتم بهم، أناني يضع أهدافه دائماً فوق أهداف الآخرين، ما عنده تضحية ولا إيثار، ويجيد فن التجاهل بشكل كبير، لا يفيد الناس، ولا يتفاعل معهم، ولا يهتم بشؤونهم، همه نفسه ثم نفسه ثم نفسه، يطلق الناس على من يتصف بهذه الصفات الذميمة (حليب حمارة)! فالحمارة لا يستفاد من حليبها سوى أولادها، لكن الأناني والمصلحجي ربما حتى أولاده لا يستفيدون منه، كونه لا يعرف أن الحياة أخذ وعطاء وتعاون مشترك. إن الأناني أو (المصلحجي) يريد أخذ كل شيء ولا يريد أن يعطي أدنى شيء. إن الأناني غبي يظن أن الحصاد قبل الزرع، والبذر قبل الحرث، والبناء قبل وضع الأساس المتين، نزع الحياء من وجهه، واختفت عنده الإنسانية، وتبرقع ببرقع الوقاحة:
إذا حرم المرء الحياة فإنه
بكل قبيح كان منه جدير
إن الأناني أو صاحب المصلحة، أخلاقه غير سامية، وتعامله غير راق، وسلوكه معوج، لا يترفّع عن المهاوي والدنايا، ويعيش في مكان ضيِّق غير فسيح، ولا يعرف (المواجيب)، وفن إدارة العلاقات الاجتماعية العامة، قال الشاعر سعد بن جدلان:
ناس مع المصلحة عشره على عشره
وان حدك الوقت حدة لك جنابيها
أهل المصالح معرفتهم كما القشره
لا نظف الراس بالصابون ينهيها
إن من الصعوبة التعامل مع الأناني صاحب المصلحة، لأنه لا يمكن لأحد التنبؤ بما يدور في ذهنه، ولا يعرف هدفه ودافعه. إن الأنانية والنرجسية تقضي على سعادة الإنسان، وتنفره من المجتمع، وتجعله منبوذاً وحيداً يشار إليه ببنان الهجاء.