عبد الله سليمان الطليان
عوداً على بدء تكلمت في مقال سابق عن تجارة الطب في أمريكا وما تمارسه بعض الشركات من تسويق لبعض المنتجات الدوائية والغذائية عبر الإعلانات المختلفة، هذه العدوى انتقلت إلى واقعنا بشكل مخيف واختلط الحابل بالنابل وزادت وتيرة التسويق في قنوات التواصل الاجتماعي على نحو كبير، تستغل الجهل وعدم المعرفة لدى المريض، ولم يعد الأمر يتعلق بالطب الشعبي الذي نعاني منه وما زلنا كذلك خلف منتجات طبية شعبية، يمكن أن تعالج شخصًا وفق مقدار معلوم، يختلف هذا الشخص عن آخرين في تكوينه ومناعته الجسمية، تكون النتيجة أحياناً فعاله وإيجابية، تترك صدى عبر النشر، فيتلقفها مريض هو في حالة من التلهف والشوق إلى خوض التجربة في غياب الثقافة الصحية السليمة في تناول تلك المنتجات الطبية الشعبية، ولقد زاد الأمر سوء مع الأسف في دخول الطب العام لدينا في دائرة البحث عن الربح واستغلال الجهل، لقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الأطباء في التخصصات كافة (يمكن تشبيهم برواة الأحاديث الذين نجد عند بعضهم كلمة ثقات) هؤلاء الأطباء على درجات علمية مختلفة يفتقدون أحياناً إلى متابعة الأبحاث الصحية وحضور المؤتمرات الطبية المختلفة، يضاف إلى هذا أنهم لا يعتمدون على مراكز أبحاث عالمية لها مصداقيه حقيقية في أبحاثها.
الشيء الذي يمكن يزداد الأمر سوء هو تحول الطبيب إلى مسوق لدواء معين من قبل بعض الشركات التي تعطيه مميزات ماليه ومعنوية، وهو على جهل تام بدواء من حيث نتائج إبحاثه وأثره على المرض بشكل دقيق وآثاره الجانبية، مجرد وصفه للمريض مع نصائح عامة، الذي أصبح محطة تجارب وهو لا يدري أحياناً، ولقد سمعت من مريض أن طبيباً اعترف له بأنه مسوق بالاتفاق مع شركة متخصصة في الأدوية.
أخيراً: سوف يكون لي وقفات مع الأدوية من خلال كتابين للمؤلف الطبيب البريطاني (بن جولديكر) الأول كتاب شرور شركات الأدوية فساد صناعة الدواء والسبيل إلى إصلاحه والثاني كتاب العلم الزائف.