رمضان جريدي العنزي
تناقض حاد، ومفارقة عرجاء، أن يكون القول شامخاً، والفعل ركاماً.
ماهر في التنظير والطرح والكلام والنقد والتقويم، فاشل في المواقف والواقع والتطبيق، أن تقول ما لا تفعل، النتيجة رسوب حاد، وفشل ذريع.
الحقيقة الجلية أن الناس جميعهم من نفس السلالة، ونفس الطين، وإن عميت الأبصار، ومرضت القلوب.
إنسانية لا تمت للإنسان بصلة، لا ترأف به، ولا تهتم بحاله، لا تعنيه ولا تداريه، مجرد ادعاء كاذب، ومسرحية باهتة، نص واهم، ولغة سيئة.
النبيل واضح وشفاف، لا يتصنع الأقوال والأفعال، عفوي وتلقائي، وله نقاء عجيب، عنده مصداقة عالية، وصفاء نية، ويتعامل مع الآخرين بوجه حقيقي، لا يداهن ولا ينافق، صادق وصريح، ويمقت الزيف والكذب والخداع.
المظاهر الكاذبة، آفة حقيرة، وامتهان كاذب، وعمل مقيت، أصحابها ممثلون بارعون، يجيدون الأدوار التي وضعوها لأنفسهم حديثاً وأسلوباً وطريقة تعبير.
النفوس الكريمة لا تتغير ولا تتبدل مع تغير الأحوال والأزمان، تبقى وفية وثابتة على مبادئها وقواعدها، بعيداً عن الزيف والتنكر والجحود والخذلان، فيها تواضع وطيبة وحسن تعامل.
الحياة لا تستحق الاغترار بالمنصب أو الشهادة أو المال أو العقار، هي مقادير تأتي وتذهب بمشيئة الرحمن، وما بين تقلب الليل والنهار أمور عجيبة، وحادثات غريبة، فالعاقل من يحذر من السهام أن تصيبه، يتعظ ويعمل لخير نفسه ولخير الناس، بعيداً عن الغرور والاغترار والتعالي والتكبر وموبقات التعامل والسلوك والأخلاق.
الذين يمطرونك بالأريحية والأخلاق الراقية الرفيعة، وحسن التعامل والاحترام، ويحفظونك حاضراً وغائباً صفوة بشرية مغايرة، مثل المسك والعنبر والكادي، مجالستهم تجارة وربح ومكسب.
ما قيمة الدنيا إذا كانت مليئة بالتباغض والتحاسد والعداوات والأوهام والصراعات والظنون اللامتناهية، وخدش الحياة بشحناء بغيضة وذميمة وقلوب مريضة، من أجل دنيا قصير فانية عابرة، وأشياء تافعة؟
لا تتباهى ولا تتفاخر أبداً بصلاحك واستقامتك وأعمالك وطاعتك، تذكر فقط بأن الله سترك برداء اسمه الستر فقط.
الثقة بالله وبلطفه ورحمته وبركاته، صمام الأمان من الوقوع في أوحال الهزيمة النفسية والانكسار، وتبعد عن الوقوع في حفر اليأس والتشاؤم.
من مباهج الحياة وعذوبتها أن تتفيأ ظلال الرضا، وتسكن خمائل الدعة والسلام، بعيداً عن بهارج الدنيا وزخارفها المادية.
الإبداع في كل المجالات ليس صعباً، وليس معجزة، وليس مقصوراً على أحد دون آخر، ليس للمعدمين، وليس لأصحاب الملاعق التي من ذهب، الإبداع الحقيقي للمكافحين والمثابرين وأصحاب التطلعات والهمم والقابضين على الجمر.
أهم مهارات النجاح في الحياة هو أن تمتلك القدرة المهارية على التعامل مع الأحداث كيفماء هي بقدر عال من المسؤولية والوعي والحكمة، عارفاً ومدركاً سنن الحياة، باحثاً عن أفضل الحلول والنتائج الطيبة الحسنة.
لكي تنجح وتفوز بمعركة الحياة، لا تتعامل مع أنصاف الأشياء، ولا ترضى بالشيء الهين والسهل والعادي، كن طموحاً عالي التطلع، لا تتراخى ولا تتكاسل ولا يصيبك الوهن، ولا تنظر بما عند الآخرين، اصنع لنفسك أثراً واسماً وذكراً، كن أنت أو لا تكون.
مميزون أولئك الأشخاص الذين رغم ظروفهم الصعبة وأحوالهم السيئة وواقعهم المرير، فإنهم يظهرون بمظهر الهاني السعيد، لا يشتكون ولا يتذمرون ولا يطلبون المساعدة من أحد، لهم عزة نفس عالية، وأنفة مغايرة، وكبرياء حاد.
لا تحاول إجبار نفسك على الاندماج في محيط لا يلائمك، حتى لا يتسبب لك كثيراً من الضرر، أو يصيبك بالعطب.
طوبى لأصحاب الوجه الواحد الواضح المبين، الذين لا يعرفون الازدواجية والأقنعة، والخسران التام لأصحاب الوجوه المتعددة، والأمزجة المتغيرة.