سارا القرني
في خبر مفجع قبل أيام توفي 6 أشخاص -رحمهم الله- من عائلة واحدة في القريات، إثر حريق شبّ بسبب المدفأة الكهربائية، وقبل 4 أيام احترق هاتف فتاة وهو في يدها لأنها تركته في الشاحن!
حوادث الكهرباء في المملكة كثيرة.. وأغلبها بسبب سوء استخدام الكهرباء بإهمال الشواحن أو المدافئ الكهرباء أو استخدام التوصيلات غير الآمنة، وكذلك بإهمال الصيانات الدورية المطلوبة لمداخل الكهرباء في المنزل وتغيير بعض التوصيلات بعد فترة من استخدامها، وهذه الحوادث -حسب الموقع الإلكتروني لشركة الكهرباء- تمثل 89% من الحرائق العامة حولنا، وهي نسبة كبيرة جداً ومخيفة.
في إحصائية أتذكرها قبل عامين تقريباً قرأت أن 3 مناطق بالمملكة تصدرت عدد حوادث الالتماس الكهربائي، وجاءت منطقة مكة المكرمة الأكثر ارتفاعاً في عدد الحوادث الذي اقترب من 4800 حادث، ثم منطقة الرياض بـ5300 حادث تقريباً، والمنطقة الشرقية تجاوزت 2200 حادث، وكلّ هذه الحوادث تشكل نسبة 67 % من حوادث الالتماس الكهربائي على مستوى المملكة.
تقول الشركة السعودية للكهرباء في موقعها أنّ أغلب حوادث الالتماس الكهرباء ليست لأعطال في الأجهزة بالمقام الأول، لكنها أخطاء بشرية في الغالب، هذه الأخطاء وبحسب رأيي الشخصي يتمثل أغلبها في إهمال وسائل التدفئة، والاستخدام الخاطئ للتوصيلات الكهربائية، إضافةً إلى رداءة جودة التوصيلات الكهربائية المستخدمة، وهو ما يؤكده متحدث الدفاع المدني في الحدود الشمالية العقيد فهد العنزي خلال مداخلته في القناة السعودية قبل أيام!
الدفاع المدني في حملاته التوعوية يشدد على ضرورة التأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية والتأكد من أنّ الأجهزة المستخدمة في التدفئة وغيرها مطابقة للمواصفات والمقاييس.. لكنّ الغالب وللأسف لا يعير تعليمات السلامة اهتماماً، ليبتاع أجهزة دون المستوى.. وتوصيلات رديئة توفّر المال وربما تقصّر العمر!
هنا أنا لا أحمّل المواطنين وحدهم المسؤولية، ولتعرف ما أقصده عليك فقط أن تذهب في جولة بسيطة إلى محلات الكهرباء أو المتاجر الكبيرة لترى بنفسك كمية التوصيلات أو الأدوات الكهربائية الرديئة والمعروضة بأسعار تنافسية تغري كلّ ذي دخل محدود، أو تسيل لعاب كلّ مقاول قد نام ضميره، أو كلّ عجول لا يعرف أنّ الوقوف لدقائق وقراءة المواصفات قبل الشراء قد تمنعك -لا سمح الله- عن الوقوف في عزاء عزيز عليك، أو مرافقته في أحد المستشفيات، هذا كلّه بالطبع لأنّ التاجر قد سمح لنفسه ببيع أجهزة رديئة وتوصيلات متهالكة عند صنعها كي ينافس أسعار السوق ويتاجر بأرواح الناس!
أنا أرجو من الدفاع المدني الاستمرار في الحملات التوعوية الخاصة بالسلامة الكهربائية مع تكثيف ظهورها، ووضع مواصفات صارمة جداً جداً على بعض الأجهزة الكهربائية وعلى جميع التوصيلات الكهربائية بكافة أنواعها لضمان جودتها وتقليل حوادث الالتماس الكهربائي التي تودي بأرواح أبنائنا، وذلك طبعاً بالتنسيق مع وزارة الطاقة ووزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس، ورفع سقف العقوبات على كلّ من يخالف هذه المواصفات، حفاظاً على سلامة الجميع.