عبدالمجيد بن محمد العُمري
فجعنا قبل أيام قليلة بأخبار الزلزال الذي أصاب بعض أجزاء بلاد الشام وتركيا، وخلف آثاراً جسيمة من الأنفس التي ماتت والمصابين والمنازل والمرافق التي تهدمت، ونسأل الله تعالى أن يغفر للموتى ويجعلهم في عداد الشهداء، وأن يشفي المصابين ويحفظ جميع بلدان المسلمين.
أصاب الأرض رجفاً وانصداعا
وعمَّ بضربهِ قمما وقاعا
تعدى رجفهُ جبلاً وسهلاً
وقَدْ هَدَّ المنائر والقلاعا
بأرض الشامِ والأناضول حلت
دويهية وخلَّفت ارتياعا
أتى الزلزالُ في فجرٍ فأضحى
صباحُ القومٍ حُزناً والتياعا
فكم بيت بمن فيه تهاوى
وبرج من أعاليه تداعى
وكم طفل وكهل أو صبايا
مع الأنقاض قد نفقوا تباعا
أرى العبرات قد سبقت حروفي
وصار الشعرُ يعصيني امتناعا
ومأساة الزلازلِ لا يفيها
بحور الشعرِ وصفاً واتساعا
وأقسى ما رأيت بأرض شام
صغيراً عالقا يبغي الرضاعا
وأماً يوم أن فقدت بنيها
كأن فؤادها أُنتزع انتزاعا
وحال الشام لايرضي محبّاً
فكم ذاقوا التشرد والضياعا
وهم من عشر أعوامٍ يعانوا
وما عرفوا لشملهم اجتماعا
تزيدهم النوائب ابتلاءً
وداء الحزن قد أضحى مشاعا
هُمُ قد واجهوا الأخطار عقداً
فكم من أنفسٍ راحت ضياعا
وفي الزلزالِ درسٌ واتعاظٌ
لمن دأبوا المظالم والخداعا
ومن قد فرطوا في أمر دينٍ
فهل سيكون مِنْهُم ارتداعا؟
أيا رباهُ ارحم من توفى
وعوّض كُل من عانى انقطاعا