ظل فريق الهلال، أو كما يسميه محبوه -الزعيم العالمي- حاضراً، مضيئاً، مشعاً، في كل نزال رياضي، وأينما كانت هناك مسابقات رياضية، محلية، وعربية، وآسيوية، وعالمية، ولا يرضى بغير الذهب، ولا يقبل دون أن يكون بطلاً، ولا يسمح لاعبوه بأقل من المركز الأول، وإن حدث غير ذلك سارع إلى علاج المشكلة، وتصحيح الخطأ، والعودة من جديد إلى منصات التكريم والتنصيب.
* * *
بطولات الهلال لا تتوقف، كأنه في صداقة ملزمة بين البطل والبطولة، فالزعيم العالمي لا يقبل الانكسار، ولا يجد نفسه إلا في أجواء الكبار، مهما مر به من تحديات، وما أكثر ما واجهها وهزمها، وخرج منها منتصراً، فهذا هو الهلال القلب النابض للرياضة في المملكة العربية السعودية، وسفيرها في كل البطولات الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية.
* * *
تذكروا أن تسعة من لاعبي الهلال لعبوا في مونديال العالم ضمن منتخب المملكة، وفاز المنتخب على البطل منتخب الأرجنتين، فهو الابن البار وليس الابن المدلل للوطن، وهو من يعطي قيمة تنافسية لكل مباراة يكون طرفاً فيها، وهو من يشحذ همم الفرق الأخرى لمحاولة الفوز على الهلال، فمثل هذا الفوز يعد إنجازاً كبيراً يسجله لهم التاريخ، وتستعيده الذاكرة كل ما جاء اسم الهلال.
* * *
أمس كانت ملحمة كروية عالمية المستوى، ظهر فيها الزعيم العالمي في 90 دقيقة فارساً لا يقهر, وفريقاً لا يدانيه فريق، بالمهارات، واللياقة، والمستوى، والخطة، والطريقة، ما مكّنه من الفوز على فلامنجو البرازيلي والتأهل للمباراة النهائية على كأس العالم بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فمن يفعل هذا غير الهلال ممثل آسيا كونه بطل القارة، الذي أسعد الجمهور، وقدم لهم سهرة عالية المستوى بكل الفنون الرياضية.
* * *
يستحق الهلال إذاً أن يكون زعيماً عالمياً, فمن غيره يستحق أن يكون ضمن المؤهلين لكأس العالم لأربع مرات, ومن غيره حصل على المركز الرابع مرتين في تصفيات كأس العالم للأندية، ومن غيره حقق أمس المركز الثاني على مستوى العالم؟ ومرشح ليكون هو -لا غيره- بطلاً للعالم.
* * *
دلوني على فريق يمتلك الإرادة، والإقدام، والإصرار على بلوغ الهدف غير الهلال، لا خلافات بينهم، أسرارهم لا توضع أمام عيون الرقيب، إلا لما فيه مصلحة للهلال، رؤساء الهلال واحداً بعد الآخر يتركون مناصبهم وهم على قلب رجل واحد، يتعاون السلف مع الخلف، يتكاتفون، فالمهمة الأولى أمامهم هي خدمة الهلال.
* * *
مُنع من التسجيل فترتين، فبقي على لاعبيه دون تغيير, وحرم من حقه ليكون منافساً لغيره، لكنه صبر، وتقبل القرار على مضض، وامتدت معاناته إلى خسارته لبعض لاعبيه بفعل الإصابات التي لحقت بهم أثناء تمثيلهم للمنتخب، وبعضهم أصيبوا في مباريات الدوري المحلي، وهذا هو قدر الكبار، أن يعانوا دون أن يستسلموا، وأن يواجهوا التحديات بالإصرار والعزيمة والتحدي المضاد.
* * *
لهذا نجح الهلال كما لم ينجح غيره، وسيطر على كل البطولات المحلية، وعزز مكانته عالمياً وآسيوياً وعربياً، وترك لغيره الكلام الإعلامي الذي لا يقدم ولا يؤخر، فما أحرى بالفرق الأخرى أن تتعلم منه، وأن تستفيد من تجربته، وأن تحاكيه، وليس في هذا ما يعيب، هذه النصيحة من متابع يتمنى أن يرى كل أندية الوطن بمستوى ممثل الوطن، الهلال العظيم.
- (متابع)