سهوب بغدادي
واجهت الصحف الورقية في أنحاء العالم أزمات في مختلف النطاقات، إلا أن المسبب واحد ألا وهو الثورة الرقمية، فيما نعاصر سرعة انتشار الخبر والتصحيح التلقائي، وصحافة المواطن، والمدونات المتاحة على الإنترنت بكبسة زر، فضلاً عن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بتوليد النصوص وكتابة المحتوى عالي الجودة، يبرز التساؤل هنا، لماذا تستمر الصحف في نشر المقالات؟ على الرغم من تواجد المعلومة في بحور الإنترنت، مقروءة ومكتوبة، وعلى لسان الكتاب أنفسهم وبعض المؤثرين، المسألة تتعلق بهوية الكاتب والزخم المتعلق بالكتابة والصحف الورقية وهويتها التي عرفناها قديماً، فلا ننسى الكتاب المخضرمين، والصحف العريقة والمجلات الرصينة مثل صحيفة الرسالة، وغيرها، فلا نزال نستذكر هذه الصور والأيام والمشاعر المنوطة بكل ما سبق ذكره، وعن استبدال الصحف كذلك الشركات الكتّاب بجميع اختصاصاتهم، ككتابة الرأي، وكتابة المحتوى للمنصات وللدعاية والإعلان، وما إلى ذلك، حيث ما يميز كتابة عن أخرى هو انكشاف شخصية هوية صاحب القلم وعلمه وثقافته، أيضاً وصفت لي إحدى الزميلات حبها لقراءة مقالات كاتبة سعودية قائلة «مقالاتها حميمية أو دافئة»، لذلك نجد أن مسار الكتابة المختصصة مهمة ليشعر القارئ أن من خط الكلمات إنسان يحمل مشاعر ويعي المسألة المطروحة، لذلك قد تنجح تراجم كتب وتتفوق على الكتاب الأساس، وقد تظلم كتب بترجمتها، لأن المترجم كاتب بحد ذاته فيعيد كتابة ما كتب سابقاً، على الرغم من جميع العقبات التي تواجهها أروقة الصحافة اليوم لا زلنا متمسكين بها ومن فيها من كتاب وصحافيين ورسامي كاريكاتير، فبمجرد تصفح الجريدة ستقرأ قصصاً إنسانية وتجالس عقولاً نيرة وترى الإبداع في مكان واحد.