على مَبْسِمِ الأيامِ حَطَّتْ قَوَافِلُهْ
يُغَازِلُهَا يوماً ويوماً تُغَازِلُهْ
وَيَسْرِي بِمِعْرَاجِ الْخُلُودِ تَحُفُّهُ
تَسَابيحُ صُبْحٍ رتَّلَتْهَا بلابِلُهْ
أَيَا وَطَنَ العُشَّاقِ للقلبِ لهفةٌ
تفيضُ مِنَ المجدِ العتيقِ مَنَاهِلُهْ
وَتَهْوِي إليكَ الروحُ تَرْسُمُ عِشْقَهَا
بنورِ الْمُنى قد سطَّرَتْهُ أَنَامِلُهْ
على مَشْرِقِ الأمجادِ هَلَّ بِوَجْهِهِ
وحطَّ على صَدْرِ الزمانِ جَدَائِلُهْ
ولو سألوني عَنْ مَقَامِكَ مَوْطِني
لقلتُ لهم: بَيْنَ الضُّلُوعِ مَنَازِلُهْ
هنا أَشْرَقَتْ شمسُ الْهُدَى بِضِيَائِهَا
وَذَلَّتْ مِنَ الليلِ الطَّوِيلِ غَلَائِلُهْ
مَلِيكٌ بنُورِ الْحَقِّ شَعَّتْ سُيُوفُهُ
فَدَانَتْ لهُ صَحْرَاؤُهُ وسَوَاحِلُهْ
تَرَاقَصَتِ الرَّمْضَاءُ مِنْ تحتِ خَطْوِهِ
فَعَمَّتْ سَجَايَاهُ وجَلَّتْ شَمَائِلُهْ
سَحَائِبُهُ حُبٌّ وسِلْمٌ وعِزَّةٌ
يَطُوفُ على أرضِ الْمَكَارِمِ وَابِلُهْ
فَأَثْمَرَتِ الصحراءُ أَمْنًا ورِفْعَةً
بِكَفِّ إمامِ الْعَدْلِ مَنْ ذَا يُعَادِلُهْ؟!
تَعَاقَبَتِ الأيامُ والمجدُ واحدٌ
مَليكٌ وشعبٌ لا نَرَى مَنْ يُمَاثِلُهْ
فَخَادِمُ بيتِ اللهِ يَشْمَخُ عزَّةً
بِرَبِّكَ قُلْ أَيُّ الجبالِ تُطَاوِلُهْ؟
هنا مَوْطِنُ الْمَجْدِ الْمُقَدَّسِ قد تَرَى
أواخِرَهُ سادتْ وعَزَّتْ أوائلُهْ
وَذَلَّتْ جَبِينٌ للزمانِ قَدِ انْحَنَتْ
أمَامَكَ سَلْمَانُ الْمُهَابُ كَوَاهِلُهْ
لك الْمَجْدُ يا سَلْمَانُ حُبًّا وَرَغْبَةً
يُبَادِلُكَ الشَّعْبُ الْوَفَا وَتُبَادِلُهْ
وتَبْقَى مَنَارًا للسَّلَامِ تَحُفُّكُمْ
تَرَاتِيلُ عِشْقٍ طاهراتٌ هَواطِلُهْ
وتبقى بلادي نَخْلَةً بِعَطَائِهَا
وبالسَّيْفِ حَزْماً قَدْ تَعَالَتْ صَوَاهِلُهْ
** **
- مفلح بن مطر الشمري