رقية سليمان الهويريني
يقف سكان مدينة الرياض أمام الحفريات التي لم يُكتب لها نهاية وقوف العاجز الذي يشاهد يومياً ما تسببه تلك الحفريات من حوادث واختناقات مرورية! والملاحظ أنه يتم حفر الشوارع مرات عدة، تفوق العشرين مرة عدا الحفريات الصغيرة وبالذات عند إشارات المرور وفي التقاطعات، ولا نعلم سبباً للحفر الدائم في الشوارع!وعلى الرغم من معاناة مستخدمي الطرق من الحفريات التي استمر بعضها عقودًا من الزمان فإن شركات المقاولات المنفذة لم تعبأ بهم، حيث وضعت لهم طرقاً صغيرة لا تكاد تعبره الدراجة النارية فكيف بالسيارات والحافلات؟! ومن الممل حقاً أن تضيء الإشارة الحمراء مرات عدة قبل أن يتسنى العبور لمعظم السيارات.
وفي الوقت الذي تتضاعف فيه أعداد السيارات سنة بعد أخرى فإنه لم يطرأ أي توسع في الطرق أو إقامة أنفاق وجسور تخفف من حدة الزحام، وكأن العاصمة مدينة لا تكبر ولا تتسع! ومع هذه المعاناة اليومية فإن الأمر يتطلب ضرورة إنشاء جسور معلقة فوق الشوارع الرئيسة أسوة بشوارع الوشم والبطحاء ودوار الخرج وسواها التي تربط شوارع عدة عن طريق الجسور المعلقة مما يخفف من حدة الازدحام والوقوف الطويل أمام الإشارات. ولستُ أعلم سبباً لتوقف مشاريع إقامة الجسور الحديدية على الرغم من يسر التكلفة وعظم الفائدة.
ولعل أمانة العاصمة الرياض تسارع بفك الاختناقات المرورية التي أصبح فيها المرء يخرج من منزله متجهاً إلى عمله فلا يكاد يصله إلا بعد ساعة أو تزيد ولا سيما في بعض الشوارع التي تؤدي لمناطق الأعمال لاسيما الدائري بجهاته الأربع وطريق خريص الذي أصبح (ورطة يومية) مما حدا بالبعض بالتبكير قبل (نفرة) الموظفين لأعمالهم، وكأن أمانة العاصمة تنتظر من المرور فك الاختناقات، وفي المقابل يلقي المرور باللائمة على التخطيط في الأمانة، بينما يقع مرتادو الطرق ضحية لسوء التخطيط وتراخي أجهزة المرور أمام المعضلة اليومية!
فهل ينتظر هؤلاء من المواطن أن يتصرف بنفسه، فيركب المنطاد أو يستقل الطائرة؟! ويبقى السؤال: من يعيد لنا تخطيط مدينتنا؟!