في وقت الشدة والضيق يظهر العدو من الصديق، وهذا ما نتناوله دائمًا عند وصف أزمة ما -لا قدر الله- كما أن الله سبحانه وتعالى يبتلي العبد حتى يختبر صدق إيمانه وإخلاصه للمولى عز وجل.
عندما حدث الزلزال المروع في تركيا وسوريا وما حدث معه من هدم المباني وضحايا وأنقاض سارعت المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً في تخفيف المصاب السوري والتركي، وقامت قيادة المملكة بإنشاء جسر جوي من أجل تخفيف المصاب السوري والتركي ومساعدة فرق الإنقاذ حتى يتم استخراج المصابين والجرحى من تحت الأنقاض. ولعل هذا الحدث بيَّن حجم الترابط العربي والإسلامي وذلك من خلال ما لمسناه من محبة وأخوة ظهرت في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وخطب الجمعة التي تناولت الموضوع بكل حذافيره، وهذا يدل على مجتمع البذل والعطاء ومجتمع الخير الذي يعيش كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى، ولأن مجتمعنا -ولله الحمد والمنة- تعوَّد على البذل والعطاء ومساعدة الغير فقد تسابق الجميع للتبرع عن طريق «ساهم» والتي وصلت لملايين الريالات، وهذا ما يجسد روح الجسد الواحد والوطن الواحد الذي وقف عند المصاب السوري والتركي وقفة الصديق لصديقه والأخ لأخيه، وهذا ما يظهر في وسائل الإعلام.
تناولت العديد من وسائل الإعلام الزلزال السوري والتركي بشكل مباشر وبينت حجم الخراب والدمار الذي أحدثه الزلزال المدمر، ولعل بعض الصور التي ظهرت لبعض الضحايا كانت أصدق تعبيرًا عن الحالة التي تمر بها سوريا بالذات والتي تعاني من حرب أهلية ضروس عانى منها على مدار عشر سنين، وأكثر الشعب السوري ولعل الحالة السورية هنا خاصة وتختلف عن الحالة التركية التي تعيش في استقرار مقابل الجار السوري الذي عانى من ويلات الحرب الأهلية والتي تدخلت فيها بعض الأطراف للأسف بالإضافة إلى الكيان الصهيوني، ولكن يظل الدور السعودي الإنساني واضحًا من خلال دعم الشعب وتقديم الخدمة والرعاية من أجل التخفيف على الأشقاء في سوريا.
وبالرغم مما يُكتب فإن الكلمات تعجز عن وصف مجتمع البذل والعطاء الذي يتابع أخبار المسلمين في كل مكان ويدعو لهم بالنماء والخير والبركات في كل جمعة ومناسبة، وهذا ما يبشر بالخير، وهذا المجتمع المتكاتف والمتعاون يظل خير مثال على الاتحاد والقوة والذي يزداد مع مرور الوقت قوة وأخوة.