«الجزيرة» - سلطان المهوس:
بتاريخ: 26 / 9 / 1438هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود نائباً لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالمرتبة الممتازة, وفي 20 / 4 / 1440هـ صدر الأمر الكريم بتعيين سموه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة، لتشهد الرياضة السعودية ميلاد أول قيادي محترف للمنظومة الرياضية، حيث قاد مسابقات النخبة بسباق السيارات في جميع أنحاء العالم من سن 21 عاماً. ومن بين قائمة طويلة من الجوائز، حصل على ألقاب في بطولة بورش جي تي 3 الشرق الأوسط، فورمولا بي إم دبليو البحرين، أداك جي تي ماسترز، FIA GT3 وألقاب GT3 الأوروبية في مسيرة سباق متألقة, كما وقعت شركة شل عقداً معه ليكون السفير الرسمي لها في برنامج «السلامة على الطريق» في المملكة, وحقق منجزات في سلسلة سباقات الفورمولا لسباقات فورمولا (2005 - 2006): (متنافس عليها) سباق واحد، المركز الأول. وسباقات فورمولا (2006 - 2007): احتل ثمانية من أصل تسعة سباقات ، أربعة انتصارات ، المركز الثالث في البطولة, وفي رحلة السرعة 7 البحرين (2006 - 2007): المركز الثاني لبطولة أوتوكرووس الشاملة.
الأمير عبدالعزيز المتسلح بشهادات علمية مرموقة بإدارة الأعمال والتسويق وكذلك الدراسة السياسية بجامعة لندن « 2003-2006» والذي حظي بأن يكون أول وزير للرياضة بعد الأمر الملكي بتحويل هيئة الرياضة لوزارة في 1 / 7 / 1441هـ، لم ينتظر طويلا ليثبت أنه الرجل المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب، حيث جسد ثقة الملك سلمان بن عبدالعزيز ورهان عرَّاب الرؤية وربان التطوير سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ليصبح أحد أهم أذرعة القيادات التنفيذية بالوطن وصانع التميز والإبداع بكل الملفات التي يحملها، فقد نجح بكل اقتدار في خلق منظومة بشرية سعودية من شباب وشابات الوطن ليقودهم نحو جعل المملكة العربية السعودية ذات الحضور المؤثِّر والمهيب على الصعيد الرياضي.
الإدارة المؤسسية للرياضة
بطموحه وخبراته وحكمته استطاع الأمير عبدالعزيز بن تركي أن يؤسس حقبة العمل المؤسسي للرياضة السعودية فلم يعد هناك مجال للاجتهادات الإدارية والمالية، إذ أصبحت دورة العمل اليومي محكومة بالمستهدفات ومسارات تنفيذها والشفافية في التعاملات الإدارية والمالية، بجانب تمتين العمل وتطويره بين فترة وأخرى، حيث تم إطلاق الانتخابات الحرة للأندية، إستراتيجية دعم الأندية، مشروع الكفاءة المالية، الحوكمة، تنظيمات الاستثمار الرياضي، رخص الأكاديميات، السماح للأندية بإنشاء شركات تابعة للأندية داخل المملكة أو خارجها مملوكة لها بالكامل، أو بالمشاركة مع مستثمرين محليين أو دوليين, برنامج التصنيف الإداري للأندية، إطلاق منصة «نافس» الخاصة بتراخيص الأندية والأكاديميات والصالات الرياضية الخاصة، للمرة الأولى في المملكة, إطلاق إستراتيجية دعم الاتحادات الرياضية السعودية بميزانية تقدّر بمليارين و600 مليون ريال سعودي ضمن برنامج جودة الحياة, إطلاق برنامج تطوير رياضيي النخبة في حلته الجديدة, دمج اللجنتين الأولمبية والبارالمبية لتصبحا تحت كيان واحد باسم اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية, ارتفاع عدد المؤسسات الرياضية بالمملكة إلى 97 اتحاد ولجنة ورابطة. إطلاق الانتخابات الحرة للاتحادات الرياضية.
التأثير العالمي والقاري
كورشة عمل لا تهدأ بشكل يومي، أصبحت الرياضة السعودية تسير بخطى التمكين والتأثير والحضور العالمي والقاري فنجحت في ترسيخ مكانتها بشكل أكثر قوة ومتانة وحداثة بين المنظمات العالمية والقارية ليكون الحضور السعودي في تلك المحافل هو أيقونة التأثير وصناعة القرار بالشواهد التي جعلت من الوفود السعودية موطنا للإبهار والهيبة والاستضافات السعودية للبطولات العالمية موضع الترحاب والموافقات الفورية، والتي كان آخرها الإجماع الآسيوي على تنظيم السعودية لدورة الألعاب الآسيوي 2034، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، وكأس آسيا للمنتخبات لكرة القدم 2027، وقبلها استضافة رالي داكار العالمي وسباق فورملا إي العالمي، والفورملا 1، واستضافة نزال الدرعية التاريخي بين البريطاني أنطوني جوشوا والأميركي أندي رويز, و»نزال البحر الأحمر»، على لقب بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل، بين الأوكراني «أولكسندر أوسيك»، ومنافسه البريطاني «أنتوني جوشوا», والسوبر الإيطالي والإسباني لكرة القدم، والنسخة الأولى من بطولة العالم للسيدات للتايكوندو، وبطولة السوبر غلوب لكرة اليد، ومنافسات نهائيات الجولة العالمية للأبطال لكرة السلة 3 × 3 بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومنح الاتحاد الدولي للفروسية المملكة حق استضافة نهائي كأس العالم لقفز الحواجز والترويض لعام 2024وغيرها الكثير من الأحداث الكبرى عالمياً.
تتويج ومنصات
بالتوازي مع التأسيس العملي العلمي السليم للرياضة السعودية فقد استطاع سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي أن ينجح في تعظيم مسار التفوق والإنجاز السعودي دولياً وذلك عبر إطلاق العديد من المزايا وحوافز التشجيع وآليات منظمة للمبدعين والمبدعات، ليحلق وخلال فترة وجيزة أبناء وبنات المملكة في سماء النجومية الدولية، حيث تجسد ذلك بالمنجز التاريخي للاعب طارق حامدي والذي حقق الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020 «كاراتيه»، كما تمكن الرباع منصور آل سليم من الحصول على الميدالية الذهبية لرفع الأثقال، والرباع سراج آل سليم ميداليتين برونزيتين في بطولة العالم لرفع الأثقال للكبار 2021، وتجلَّى المنتخب السعودي لكرة القدم في تصدر مجموعته الآسيوية ليتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة، واستعادة السعودية لمقعدها في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بعد غياب طويل، وكذلك نجاح الأمير عبدالعزيز التاريخي في الحصول على مصادقة الجمعية العمومية الـ41 للمجلس الأولمبي الآسيوي، بتسمية الرياض مركزاً إقليمياً جديداً للمجلس الأولمبي الآسيوي, وهو أول محضن قاري بتاريخ الرياضة السعودية, وغيرها العشرات من المنجزات والأرقام المضيئة بالمسيرة البسيطة بعمر الزمن.
الوجه الأولمبي الجديد
باعتبار اللجنة الأولمبية هي المشرفة على الاتحادات الرياضية وعمود تقويمها ودعمها الأول فإن الحراك الأولمبي السعودي لتأسيس مرحلة حديثة للرياضة الأولمبية السعودية بقيادة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي وسمو نائبه الأمير فهد بن جلوي الرجل الثقة والقيادي الأبرز، أصبح أنموذجاً قارياً بامتياز نظير المسار الاحترافي الذي تم العمل على تنفيذه بالشراكة مع كل عناصر الألعاب الرياضية لتصبح اليوم اللجنة الأولمبية السعودية البيت الكبير للرياضيين والرياضيات في السعودية، فقد تم تأسيس قواعد صارمة للحوكمة الإدارية والرقابة على المخرجات وبناء التطوير بحسب الاحتياج إضافة للتوسع في إقامة المبادرات والبرامج المحفزة والمساندة للاتحادات الرياضية والتي جسدها مشروع رياضيي النخبة، لتبدو دورة العمل بشكل رقمي إلكتروني سلس، جعل من الرياض البصمة المحدثة للتطوير الأولمبي في آسيا والأنموذج الأمثل للبناء الاحترافي للألعاب الرياضية. وسجل سمو الأمير فهد بن جلوي العقل التنفيذي للأولمبية السعودية مساراً تاريخياً في إرساء معالم العمل الحديث مستفيداً من خبراته وعلاقاته الدولية وكونه الابن البار للجنة الأولمبية منذ أكثر من عشرين عاماً، مستثمراً بذكاء طاقات الشباب والشابات والتقنيات الحديثة والتجارب الدولية الناجحة، بدعم سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي، مما أسهم في جعل الرياضي السعودي الأبرز قارياً والمنافس عالمياً والاتحادات الرياضية الأكثر حوكمة وشفافية وأداء مؤسسياً.
الأولمبية تحتضن الوطن
من شمال السعودية لجنوبها ومن شرقها لغربها، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتشريف ودعم من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - انطلقت النسخة الأولى لدورة الألعاب السعودية 2022, أكبر تجمع أولمبي بتاريخ المملكة، بتاريخ 03 ربيع الآخر 1444هـ, شارك فيها ستة آلاف رياضي ورياضية وأكثر من 200 ناديا في 45 رياضةً مع 5 رياضاتٍ أخرى مخصصةٍ للأبطال البارالمبيين، يندرج تحتها 180 منافسةً رياضيةً إضافة للمشاركات الفردية للمتنافسين. تباهت الدورة بمشاركة كل عناصر المجتمع السعودي من أمراء مناطق وسفراء ورياضيين ورياضيات ووجوه مجتمعية، تبلورت وسط تضاريس الوطن المختلفة صحراء وجبل وموروث وأسواق ومعالم، لتبدو وكأنها ملحمة توحيد رياضي أولمبي.
سجلت الدورة انفتاحاً مجتمعياً هائلاً على الألعاب الأولمبية بعد أن تم رصد حوافز مالية ضخمة للفائزين، حيث يتجاوز مجموعها 200 مليون ريال؛ إذ يحصل الفائز بالميدالية الذهبية في أي لعبة على مليون ريال، والفضية 300 ألف ريال، والبرونزية 100 ألف ريال.
نجحت الدورة بامتياز تام وأصبحت الأنموذج القاري الأهم لرسم معالم صناعة أبطال الرياضات الأولمبية وزادت من شعبية الألعاب والممارسة للرياضة .