د.عبدالعزيز الجار الله

المنطقة التي تعرضت لزلزال تركيا وسورية فبراير 2023 جنوب شرقي تركيا وشمال غرب سورية هي منطقة حدودية بين البلدين، وهي أيضاً منطقة تداخل جغرافي وشعبي (شعوب المنطقة) وثقافي وتاريخي حضاري، كما أنها جزء وامتداد للمنطقة التاريخية والحضارية التي تعرف ببلاد الهلال الخصيب:

فالهلال الخصيب مصطلح جغرافي يطلق على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام، يستخدم هذا المصطلح في الدراسات الأثرية، والسياسية والثقافية على منطقة واسعة من العراق والشام وجنوب وشرق تركيا للتعبير عن الوحدة الجغرافية والتاريخ الحضاري التي عاشته المنطقة، من اختلاط الشعوب العربية والتركية والأناضولية والكردية والأقليات الأخرى، وهي في الواقع شهد بعضها الهجرات السامية العربية الأولى التي خرجت من الجزيرة العربية قبل 5000 سنة قبل الميلاد 7000 سنة من الآن، والهجرات السامية العربية الثانية قبل 3000 سنة قبل الميلاد.

وتعتبر منطقة الهلال الخصيب أراضي غنية بمصادر المياه من أنهر وأودية كما تربتها زراعية وخصبة.

المدن والأقاليم التي تعرضت للزلزال هي: غازي عنتاب،كهرمان مرعش، عثمانية، أدناه، هاتلي شانلي أورفة، ديار بكرٍ، كلس، حلب، اللاذقية طرطوس، أدلب، وقرى عديدة على جانبي الحدود في تركيا، وشمال غرب سوريا مناطق المعارضة، وغرب مدن النظام. لكن يلاحظ أن هناك اختلاط شعوب هي في أساسها تعود لجذور بلاد الهلال الخصيب رغم التقسيمات الدولية الحالية، وهذا يتطلب تعاون دول المنطقة للاستفادة من هذا الجلل الكبير الذي زاد من الأضرار والخسائر في الأرواح، تجاوز يوم 13فبراير 2023 الرقم 37 ألف قتيل، وتضرر حوالي 23 مليون نسمة من البلدين، يمكن لدول المنطقة أن تعيد علاقاتها ومصالحها وفق التطورات الجديد:

- تحويل هذه الكارثة إلى حلول وتعاون بين الدولتين، ووقف حروب الحدود بين سورية وتركيا.

- التعاون في مصادر وتدفق المياه بين دول المنبع والمصب وتقاسم حصص المياه.

- دراسة خزانات السدود وفتح محابسها، حتى لا تشكل ضغطاً على القشرة الأرضية وحوض السد.

- تعدد المعابر والمنافذ البرية بين تركيا وسورية لتخصيص المعابر الإنسانية من أجل دخول المساعدات الغذاء والشرب والخيام والأغطية.

- التعاون بين الهيئات الإغاثية والمنظمات الدولية فيما بينها للدخول ومباشرة الحالات في فترة التعافي من أضرار الزلزال فترة مابعد الكارثة، التعمير وإعادة البناء.

هذه قد لا تكون افتراضات، بل قريبة من الواقع، فالزلزال أوجد واقعا جديدا للمنطقة.