عائشة الناجم
بلد عظيم ووجهة للسياح والزوار، بلد صناعة وزراعة وتقدم وتطور، بلد التعلّم والتعليم والتكنولوجيا في لحظات معدودة وفي دقائق أو حتى ثوان تتزلزل الأرض بأمر الله وينتهي كل هذا العمار!
كذلك زلازل الأرواح والقلوب قادرة على أن تفتك كل عمار أرواحنا أكثر من زلازل الأرض! مواقف قد تهز وتزلزل روحك؛ أزمات أو مشكلات أو صعاب أو فقدان أو أمراض أو قلق أو خسارة وأمور ومواقف كثيرة لا يسعنا حصرها وتترتب على تلك المواقف مجموعة من المشكلات والاضطرابات النفسية التي تهز وتزلزل كيانك.
لا ننكر أن المواقف التي تمر بحياة الإنسان لها دور كبير في تعزيز وزعزعة ثقته في روحه، فبعض المواقف إذا أحسن الشخص استغلالها تعزِّز ثقته بنفسه وتعطيه دافعًا قوياً للتقدم والنجاح والتحدي وإذا لم يحسن استغلالها قد تدمره كما يدمر الزلزال الأرض في دقائق وثوان معدودة، بل إن زلزال الأرض قد يستغرق وقتاً قصيراً ولكن زلزال الروح قد يمتد أثره لسنوات وعمر طويل.
يتفاوت زلزال الأرواح من شخص لآخر وغالبًا ما تكون مؤشراً إلى قوته أو ضعفه، فالإنسان الذي يتمتع بطاقة الثقة العالية يكون قادرًا على تذليل الأزمات والصعاب والزلازل الحياتية بينما الشخص الذي تهتز ثقته بذاته يتعرض لمشكلات واضطرابات نفسيه ويلعب الشخص دوراً كبيراً في زعزعة ثقته بنفسه وذلك من خلال احتقاره لنفسه واستهانته بقدراته وإحساسه الدائم بالفشل.
ومن أهم الأمور التي تعيد استقرار روحك بعد زلزالها هي البحث عن نقاط ضعفك وتحسينها ولا تتردد في الإفصاح عن مشكلاتك وشجع ذاتك على العمل لتحقيق الإنجازات ولا تجلد روحك عند الخطأ فأنت في النهاية بشر قد تخطئ ولست ملاكاً منزلاً من السماء، وعبر عن نفسك بصراحة وجرأة من دون تردد ولا تقف عند كل صغيرة وكبيرة في حياتك وابتعد عن تأويل الأمور وإعطائها أكبر من حجمها.
أخيرًا: إذا شعرت بأن روحك قد تزعزعت وتزلزلت فتذكر أن تعزّز نفسك دائمًا وأطلق العنان لأحلامك واعمل على تحقيقها وابذل ما في وسعك لإعادة استقرار روحك ولا تلتفت للوراء وانظر دائمًا إلى الأمام، وإن كانت روحك تعرضت لزلزال اعمل من الآن على بناء روحك وإعادة إعمارها.