مها محمد الشريف
بعدما أسقطت الولايات المتحدة المنطاد الصيني على سواحلها الشرقية، ارتفعت الأخبار معه إلى الفضاء وتوالت تباعاً عن كائنات فضائية وكويكب يدخل المجال الجوي للأرض ويحترق في السماء، وفي مطلع فبراير الجاري، وقعت 3 حوادث أخرى مماثلة حلقت فيها أجسام غريبة في أجوائها وأجواء كندا قبل أن يجري إسقاطها، ولم يستبعد جنرال أميركي أن تكون الأجسام في الحوادث الثلاث الأخيرة قادمة من خارج كوكب الأرض، فهل ما يحدث تحريك للواقع السياسي ودفعه باتجاه آخر؟
ففي عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اعتمد رسمياً تمويل هيئة عسكرية جديدة مختصة بالفضاء تحمل اسم «قوة الفضاء الأمريكية»، وتعد هذه القوة العسكرية الأولى التي يتم إنشاؤها في البلاد منذ أكثر من 70 عاماً، وتندرج ضمن القوات الجوية الأمريكية، وقد وصف ترامب الفضاء باعتباره أحدث ساحة للحرب في العالم «في ظل التهديدات الخطيرة للأمن القومي الأمريكي، وأصبح التفوق في مجال الفضاء مسألة حيوية للغاية»، فالأقمار الصناعية هي الوسيلة التي كانت تستخدمها الدول للتجسس على جيرانها ومن ثم تم إعدادها لأغراض عسكرية سرية، فهل أمريكا تقوم بتجارب أسلحة لحروبها القادمة، وتنتقل لعصر جديد من الحروب؟
لعل إحدى النقاط التي يؤكدها الكثير من الناس أنه لا وجود لكائنات فضائية، ولا مناص من استخدام مقاييس العقل في قبول ما يحدث، فبعد قرابة نصف قرن من إرسال رسالة من مرصد «أريسيبو»، التي أفادت بأن فريقين دوليين من علماء الفلك لهما محاولات جديدة للتواصل مع الكائنات الفضائية، وهي الطريقة التي اختارها العلماء، لإرسال إحدى الرسائل منذ عامين من أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم (قطره 500 متر)، الذي يوجد في الصين ونشرها خلال العام 2023، فما الجديد الذي تحمله هذه الرسائل؟ لكي يستدل الآخرون على الإشارة والتنبيه ورصد النتائج على مساحة واسعة، وما هو المقدار الذي يتجسد في الواقع ليمثل البعد المادي؟
إذن المسألة المهمة للعالم هي التوصل إلى تفسير الأمر بشكل قابل للصواب فالأجسام الطائرة أخبرت واشنطن عنها مفترضة أن تكون كائنات فضائية، ورسائل الفريق من المرصد تقول إن مجموعة فضائية تتكون من ملايين النجوم توجد بالقرب من مركز مجرة درب التبانة التي توجد الأرض على أطرافها، تؤدي إلى زيادة عدد الكائنات الفضائية المحتمل أن تلتقط الرسالة إلى الحد الأقصى، غير أن هذه المجموعة توجد على بعد حوالي 10 آلاف إلى 20 ألف سنة ضوئية من الأرض، ما يعني مرور عشرات الآلاف من السنين قبل أن تتلقى الأرض رداً، وهذا ينفي وجود كائنات فضائية.
وعلى ضوء ذلك اعتبرت وكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة ناسا ومنظمات أخرى في جميع أنحاء العالم وصول كويكب مدمر للأرض إلى مسار مثير للمخاوف، وكشفه مسبقا بدخول الكويكب المجال الجوي للأرض، فهل هذا علامة على التقدم السريع في القدرات العالمية لاكتشاف الكويكبات؟ أم هي حروب الفضاء الحالية، ومستقبلاً، خاصة بعد أزمة الصاروخ الصيني، وما يدور حول هذا الملف بين الدولة العظمى، الصين، وروسيا، وأمريكا.
فإن مثل هذه الدراسات بسبب كونها غامضة فإنها ستكون جديدة على الأسماع دائماً، وتفتح المجال لبقية الدول للمزيد من البحوث والدراسات وتعزيز قدراتها لمعرفة غايات وأهداف نشر هذه المعلومات في هذا التوقيت تحديداً، من وكالات الفضاء العالمية، فربما نكتشف ما هو أعمق من الكائنات الفضائية في الموضوع وهي قدرات روسيا والصين الفضائية التي تعتبر مصدر قلق للولايات المتحدة.