الثقافية - أحمد الجروان/ تصوير - التهامي عبدالرحيم:
استضافت قيصرية الكتاب يوم الخميس المنصرم 2023-2-9م، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل، رائد تحقيق الشعر العربي، بحضور جمع من الأكاديميين والأدباء والمثقفين، حيث افتتح اللقاء مقدم الفعالية الأستاذ عبدالله بن أحمد الحسني، مدير تحرير صحيفة الرياض للشؤون الثقافية، الذي أشاد بكتاب المعلقات العشر وبالجهد الكبير الذي بذله مؤلفه فيه، مشيرًا أن هذا الكتاب يعتبر كنزًا ثقافيًا ومعرفيًا، فهو أول شرح للمعلقات يقدمها بلغة مفهومة وعميقة، ويربط ما ورد في المعلقات بهذا الوطن، فشعراء المعلقات كلهم عاشوا في الجزيرة العربية، والكتاب بسفريه الكبيرين، والكتاب الملحق بهما الذي يفصّل مؤلفه القول في شعراء المعلقات، وبيّن أن الجهد المبذول في كتاب المعلقات يوازي الجهد الذي تقوم به المؤسسات، فهو جمع بين الأدب والتاريخ والجغرافيا، وقد أفنى فيه مؤلفه عقدا من الزمان».
بعد ذلك، شكر ضيف القيصرية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل، مقدم المحاضرة الأستاذ عبدالله الحسني، ورحّب بالحضور، وأكد في كلمته للحضور أهمية خدمة العربية، وأن المعلقات العشر هي صفوة الشعر الجاهلي، وأنها سُمعت في سوق عكاظ، وفي مجالس قريش بجوار الكعبة المشرفة، فرأى العرب الذين يرتادون سوق عكاظ أنها جديرة بالتعليق والحفظ، لأن تعليق الصحف النفيسة في خزائن الملوك أمر معروف، وبما أن من يرتاد سوق عكاظ يعتمد على الحفظ، فإن من يسعى إلى التعليق يتجه إلى مكة ففيها الكُتّاب، وفيها أصحاب الرأي من قريش وكانت الكتب تتلى بجوار الكعبة، وتعليق الشعر الجيد في خزانة ملوك المناذرة أمر سائر بين العرب ومتواتر خبره، وصحيفة المقاطعة التي كتبتها قريش في مقاطعة رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبني هاشم علقت في الكعبة، والتعليق يحفظ الأشياء النفيسة، حتى إننا في عصرنا هذا لما كان الناس يسكنون في بيوت الطين يجمعون الصكوك في جلد، ثم يعلقونها في إحدى غرف البيت الحصينة.
وأول من أشار إلى تعليق المعلقات على الكعبة معاوية بن أبي سفيان، في قوله: «قصيدة عمرو بن كلثوم التغلبي، وقصيدة الحارث بن حلزة اليشكري البكري من مفاخر العرب، كانتا معلقتين بالكعبة دهرًا، وأثبت التعليق عند عبدالملك بن مروان، وأول شعر علق على الكعبة شعر امرئ القيس، وممن أشار إلى التعليق ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد، وابن خلدون في مقدمته، ومعلقات الشعر، ومنها بعض المعلقات، موجودة في ديوان النعمان بن المنذر.
وكما أشار الدكتور الفيصل في حديثه إلى بلاد شعراء المعلقات:
فامرئ القيس ولد وعاش في بلاد بني أسد في نجد، وطرفة بن العبد، ولد وعاش في البحرين وبلاده يبرين، وزهير بن أبي سلمى ولد ونشأ في بلاد أخواله غطفان في نجد، وإقامته في الحاجر غربي جبل قطن وقد توفي في الحاجر، ولبيد بن ربيعة ولد وعاش في بلاد بني عامر في نجد، وعنترة بن شداد العبسي، ولد وعاش في بلاد بني عبس في نجد، وقد توفي بعدما تجاوز عمره الثمانين في نجد، وقد حددت مكان وفاته بإحداثية على طريق بريدة المدينة القديم، شمال غرب بريدة بمائة وعشرين كيلاً، ووفاته كانت بسبب عاصفة ترابية، أما قتله والشعر الذي قيل فيه فلم يثبت لدي.
وعمر بن كلثوم التغلبي ولد ونشأ في نجد، بين جبل خزاز وجبل النير، والحارث بن حلزة اليشكري البكري عاش في اليمامة، والأعشى ميمون بن قيس من بكر عاش في اليمامة وبلدته منفوحة، والنابغة الذبياني، عاش في الحاجر في نجد والحاجز بين جبل قطن وطميّة، وعبيد بن الأبرص الأسدي عاش في بلاد بني أسد في نجد.
بعد ذلك، داخل الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع، الأستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، وأستاذ كرسي الدكتور المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود، والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية فرع اللغة العربية والأدب في موضوع تحقيق المؤلفات الأدبية الشعرية والنثرية المصنفة في المدة من 300 إلى 700هـ، فقال: «الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل، أستاذٌ لنا في التحقيق، وفي الدراسة والبحث، وفي المعرفة، نرجع إليه وإلى كتبه وإلى علمه.
ووجّه سؤالاً إلى الضيف الدكتور الفيصل، حيث استفسر عن أول من ذكر التعليق على الكعبة؟ وهل التعليق على الكعبة يصحبه شيء مهم وهو التقديس، وأن هذا الشعر لا يعلق على الكعبة هباءً، وإنما لأنه هو عندهم بمنزلة الكتاب المقدس لهم، لأنه ليس لهم كتاب مقدس في الجاهلية يرجعون إليه كالمسيحية واليهودية، فهم يقدسون هذا الشعر لذلك علقوه على الكعبة، لكن متى صح أنهم علقوه على الكعبة؟ وما هو أول مصدر ذكر ذلك؟
بعد ذلك، داخل الأستاذ الوجيه بندر بن عثمان الصالح فقال: «كتاب المعلقات مهم لأنه يربطها بهذا الوطن الغالي، فأنا أول مرة أعرف أن شعراء المعلقات عاشوا على هذه الأرض الغالية التي نعيش عليها، وهذا كنز كبير يجب استثماره».
بعد ذلك، ألقى الدكتور عبدالعزيز العبدالله، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، قصيدة في الضيف أستاذه الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل، وبعد ذلك اختتم مدير الندوة المداخلات, وكرّم المشرف على القيصرية الأستاذ أحمد الحمدان، ضيف الأمسية الدكتور عبدالعزيز الفيصل، ومدير الفعالية الأستاذ عبدالله الحسني، ووقع الدكتور الفيصل كتابه للحضور.