علي الزهراني (السعلي)
حين تمتلئ رئتاك بنفس حروف اسم صديقك، بلهجته حين ينطقها باسمه ورسمه وهيئته حين تخرج من فيك أجمل من فيك شهدا وعسلا مصفى، الصداقة طريق واحد وباب واحد وبيت واحد وسكن في روح واحدة الصداقة ثقافة متى؟
حين تستدعي الأسماء واحدا تلو واحد كلهم يتساقطون من منخل الحياة إلا واحدا يقف أمامك يبتسم ويدعو لك بالخير، الصداقة لطافة، حين ترسم لوحة الأخوة بفرشاة الألم وتصبغها بألوان الفرح
الصداقة ثقافة،كيف؟!
حين تأخذ خطام حرفك وتسرجه على جواد سطرك وتنطلق بقلمك كفارس مغوار، حين تكتب آهاتك تستجرها من قعر جُبّ، وتسكب الدلو على شجرة الصداقة لتبذر آلاما وتثمر آمالا، حين تغادر مدن الحزن وفي قرية نائبة هناك الظل والسرور، العطر والحبور قرية اسمها الصداقة طُرُقها الفرح بواباتها الرقص على أنغام الأحزان وتجد شيخها حاملا عباءة الأمن وفي يديه مفتاح الأنس والابتسامة، الصداقة ثقافة لمن يفهم معناها ومبناها، الصداقة ثقافة لمن يعي أن لا خيانة معها لا رجوع عن السير في طريق السلام.
قد آوي إلي بيتٍ احتمي به وطني الذي أشتاق له وتسكن فيه روحي، هنا مهوى القلوب وراحة التفكير وعناد الأسئلة هنا أبحث عن صديقٍ واحد حين أطرق بابه يستقبلني يجلسني يضحكني..ينسيني أوجاعي آلامي، يشعل فيّ شرارة الإبداع هنا صديقي الذي في آخر النفق أجده يضيء لي كالقمر شمعة وقنديل سعادة أحبك.
فعلا هنا أعرف أني أجد صديقا ينتظرني كما يرشف روحي روحه.. أتعرف أن الصداقة أثمن من الحب الزائف الذي ينتهي بلحظة لقاء؟!
الصداقة تبقى ما دام الوفاء عنوانهما، الصداقة كنز لا يعرفه سوى سوى الأنقياء.. الصداقة مجلّد رحلة بطلاها الصديقان، الصداقة قلب يبصر وعين تدمع ويد تحب الصداقة مدينة فاضلة أبوابها السلام والوئام والكثير من أسراب الحمام، الصداقة جنّة لا يدخلها سوى المؤمنين بالأمل راكمين الألم هنا في مقبرة النسيان ..
يااااه يا صديقي لو تعلم أني فرح بك بلقائك حرفي ينطرح على صدر سطرك وينااام آمنا مطمئنا..
أما أنا فيستوي السعلي على جودي القمر فيضيئان يتسامران على طي نور..
سطر وفاصلة
كن صديقي وكفى
دعها تغمرني وتغمرك
وترشفني وتملؤك
كن صديقا في الخفاء
كن صديقا بانتماء
يا أجمل الآيات في قلمي
ألمي وآخر الآمال في علمي
يا سرورا بانتهاء
يا عطورا باشتهاء
كن صديقا وكفى
اجعل كل الأشياء تمضي
في مجلّد الأحلام مرسى
في حياة كلها أقسى