د. فهد بن علي العليان
يعرف القراء الذين يتابعون هذه المقالات المتواضعة، أنني كتبت من قبل عن الأعمال الثقافية والشبابية التي قدمها رجالات (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) في سنوات مضت، حينها كانت (الرئاسة) تقيم العديد من الأنشطة والبرامج الشبابية والمعسكرات واللقاءات وورش العمل والرحلات والزيارات؛ مما جعل تلك السنوات تضج بالأعمال الشبابية، واستمرت تلك الأنشطة بالوتيرة نفسها؛ حيث تقدم الآن (وزارة الرياضة) البرامج المتنوعة دعمًا للشباب والشابات في مختلف مناطق المملكة.
وبعد هذه المقدمة، أكتب اليوم حروفي عن القدير، صاحب الأخلاق الرفيعة، المتواضع، القريب من الجميع، عبدالإله الدلاك (أبوسعد)؛ وذلك تقديرًا لدوره الرائد في مسيرة العمل في الشأن الشبابي خلال سنوات عديدة؛ حيث قام بذلك وقدم جهوده الكبيرة بكل هدوء وعمل دؤوب، وأنا هنا، لا أكتب عن مسيرته الوظيفية الثرية بالعطاء، لكنني أسوق حروفي فيما يتعلق بالأعمال الثقافية والأنشطة الشبابية التي كان يشرف عليها ويدعمها ويحضرها في وقت كنت أعرفه عن قرب بحكم ارتباطي به من خلال الإشراف على برامج المسؤولية الاجتماعية في نادي الشباب سنوات عديدة.
قاد (أبو سعد) - الحاصل على البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك عبدالعزيز - العمل الشبابي داخل أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب - وهو الذي تولى من قبل منصب مدير عام الشؤون الإدارية والمالية - فأخذ المهمة بكل عزم وعزيمة وإصرار وشعور بالمسؤولية تجاه الشباب؛ من أجل أن يستمر تقديم العطاء للجميع بما يحقق الأهداف المرجوة من تلك الأنشطة والبرامج والفعاليات المختلفة. وهنا، لابد أن أذكر للقارئ الكريم، أن الرجل كان حريصًا على التنويع في البرامج، كما كان حريصًا على حضور ما يستطيع من الفعاليات، فقد كان يفتتح ويزور مركز نادي الشباب الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة، ويطلع على تفاصيله ويلتقي بالقائمين عليه والمشاركين من أصحاب الإعاقات الذهنية وأطفال التوحد وفئة متلازمة داون. وإن نسيت فلا أنسى أنني سعدت بالمشاركة - بطلبه وتوجيهه - في وضع بعض التصورات والمقترحات لبعض الأنشطة الشبابية، ومن ذلك ما يتعلق بإقامة بعض الندوات والملتقيات التي تعزز الوطنية لدى الشباب وتحذر من الأفكار المغلوطة؛ حيث توليت الإشراف والإدارة لندوة (صناعة الوعي وتعزيز الأمن الفكري)، وقدمت له الخطة كاملة متضمنة الأسماء المقترحة للمشاركة، فوافق مشكورًا، وقد أقيمت بتاريخ 9 ديسمبر 2015 بحضور الرئيس العام لرعاية الشباب - آنذاك - صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز.
وجدت ولحظت - في تلك الفترة - أن (أبا سعد) لديه الحرص والاهتمام والمتابعة المستمرة لكل البرامج والأنشطة، وفي الوقت نفسه يناقش في التفاصيل؛ سعيًا للوصول إلى ما هو أفضل ومفيد للشباب، لكنه - للأمانة - يغلف كل هذا بتواضع جم وأسلوب راقٍ ودماثة أخلاق، واسألوا إن شئتم القريبين منه ومعه في عمله ومكتبه، بل هو الرجل نفسه إلى هذا اليوم حيث تشعر أن (أبا سعد) هو أبو سعد قبل عشر سنوات لطفًا وتواضعًا وكريم خلق وأخلاق عالية، ثم واصل اهتمامه ومسيرته بالعمل الثقافي ودعم مجالات الشباب، فقد كان يلتقي بالوفود الشبابية التي تمثل المملكة في الملتقيات والمنتديات القارية والدولية، بالإضافة إلى اهتمامه ودعمه لأنشطة الكشافة في مواسم الحج، وحضوره العديد من المناسبات الثقافية الشبابية التي تدعمها وتشرف عليها (وزارة الرياضة).
استمرت الأيام، واستمر (أبو سعد) يكمل مسيرته العملية بكل تفان وإخلاص، ثم استمر يتدرج في مختلف المناصب ويصعد في مسؤولياته إلى أن صدر الأمر الملكي - قبل أربع سنوات - بتعيينه مساعدًا لوزير الرياضة، ثم تمديد ذلك لمدة أربع سنوات أخرى قبل أشهر يسيرة؛ فهنيئًا له بهذه الثقة الغالية، وهنيئًا لمن حوله به بأخلاقه الراقية وابتسامته الدائمة، فهو من القلائل الذين لم تغيرهم الأيام أو يتقلب مع الأدوار الإدارية.
وأخيرًا، أعترف لكل من يقرأ هذه السطور ممن يقدرون ويحبون (أبا سعد) أنني لم أستطع الكتابة عنه بما أريد، فقد خانتني حروفي أمام فضائله وسماته، وأنا هنا لست مجاملاً له، بل هذا ما أعرفه عنه خلال قربي منه في تلك السنوات التي كان فيها مسؤولاً مباشرًا عن الأنشطة الشبابية؛ وبالتالي فإنني أشعر أني لم أعطه حقه، فالعذر من الجميع أن توقف الحرف دون أن أصل إلى ما يستحقه (أبو سعد) من جمل وعبارات، لكنه يعرف أن أخاه يكن له المحبة والتقدير وبالغ المودة.
،، (التواضع... محبة)