سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم يكن يوم السادس عشر من شهر أكتوبر لعام 1957 يوماً عادياً في تاريخ كرة القدم السعودية والآسيوية، فقد كان هذا اليوم، شاهداً على ولادة نادٍ صال وجال، وحقق ما لذ وطاب من البطولات المحلية والخارجية، حتى وصل لزعامة القارة الآسيوية التي أصبحت تفخر وتفاخر به أمام العالم في كل محفل دولي يشهد حضوره، حتى وصل لـ»وصافة» أندية العالم عن كل جدارة، ليكتب تاريخاً جديداً، لن يستطيع أن يكتبه نادٍ آخر في السنوات القريبة، فالهلال اليوم يعتلي صدارة الفرق السعودية في عدد البطولات المحلية، ويتزعم الفرق الآسيوية بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وبالأمس القريب، سطر تاريخاً جديداً، وحقق للوطن ما عجز عنه غيره، إذ وصل لنهائي كأس العالم للأندية، وحقق المركز الثاني والميدالية الفضية، بعد أن قدم مباراة كبيرة أمام أعرق أندية العالم وأكبرها فريق ريال مدريد الإسباني، ليكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد نهاية المباراة جملة تؤكد ما وصل له نادي الهلال من مكانة عالمية، إذ قال عبر موقع كأس العالم «مركز رابع في أول وثاني مشاركة، ثم الفضية في المشاركة الثالثة، الهلال قدم كأس عالم للأندية FIFA للتاريخ يجعل كل مشجعيه مرفوعي الرأس، وبأداء هكذا لن يطول الوقت قبل أن يلامس الموج الأزق الذهب»، فأي مجد وصلت له يا هلال الوطن؟! وماذا تركت لغيرك من أمجاد؟!
لقد وصل هذا النادي لمكانة عالمية عالية جداً ومرموقة لم تكن في خلد شيخ الرياضيين ومؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- رغم أن طموحاته كانت كبيرة، وكبيرة جداً، ولكن الذي وصل له الهلال اليوم، تجاوز حدود الوطن، وتعدى القارة الآسيوية، حتى وصل للعالمية، وأصبحت تتغنى به أكبر سلطة رياضية دولية «فيفا»، وأشادت به كبرى وسائل الإعلام العالمية التي أصبحت تبحث عن هذا النادي، وتكتب عنه بإنصاف لم يجده في داخل الوطن على مستوى وسائل الإعلام مع كل أسف.
66 عاماً مضت من عمر نادي الهلال، حقق خلالها 65 بطولة رسمية، وتزعم الكرتين السعودية والآسيوية، وأصبح سفيرهما المعتمد في المحفل العالمي.. تلك السنوات الطويلة جداً، مرت على النادي الأعظم في القارة الأكبر، ومر معها رجالات لن ينساهم التاريخ الرياضي، فقد بذلوا واعطوا وقدموا، وتسابقوا على خدمة ناديهم، حتى وصل لقمة المجد الكروي، واعتلى منصات الذهب، وحقق ما جعل مشجعيه يفتخروا بانتمائهم لهذا الكيان العظيم، كما مر عليه لاعبون كتبوا أسماءهم بمداد من ذهب، وشاركوا في بناء هذا النادي من خلال عطاءاتهم داخل المستطيل الأخضر.
66 عاماً مضت من عمر هذا النادي، والسعادة لا تفارق محيا أنصاره ومحبيه في كل مكان، كيف لا، وهذا النادي لم تمر عليه منذ 50 سنة، سنة واحدة دون أن يحقق على الأقل بطولة واحدة، بل في سنوات كثيرة، احتكر البطولات، وجعل من بقية الأندية «تتفرج» على انجازاته الداخلية والخارجية، دون أن تستوعب اتساع «الفجوة» التي وصلت اليوم لسنة ضوئية كما ذكر ذلك أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر.
66 عاماً والوطن يفخر ويفاخر بابنه البار نادي الهلال، الذي أصبح اليوم واحداً من أعرق أندية العالم، وأكبر أندية القارة الآسيوية، فكيف لا يحق لأنصاره الزهو والافتخار، بل والغطرسة، فقد وصلوا لمرحلة يصعب على غيرهم الوصول لها، وقدموا للوطن ما لم يقدمه غيرهم، وأنجزوا خليجياً وعربياً وقارياً وعالمياً، ولم يبق مجد لم يلامسوه، ولم تبق منصة ذهب لم يرتقوا لها، وأصبحت البطولات في نظرهم مجرد رقم، يجب أن يتخطاه الهلال، وينظر للأمام، ويفكر في المستقبل دون توقف أو تعب.
تحت السطر
- الاستقبال الذي حظيت به بعثة فريق الهلال من قبل وزير الرياضة بعد الحصول على الميدالية الفضية العالمية جاء لتكريم أبطال الهلال على المنجز الوطني غير المسبوق، وتشكر وزارة الرياضة ووزيرها الشغوف على دعمها لكل متميز.
- ما يقدمه عضو الشرف الهلالي الكبير الأمير الوليد بن طلال لنادي الهلال منذ أربعة عقود وحتى اليوم فاق كل التوقعات، فقد صرف مئات الملايين من أجل تقدم الهلال وتطوره، واليوم يشاهد فريقه يعتلي المنصات العالمية عن كل جدارة.
- ما قدمه فريق الهلال في كأس العالم للأندية من مستويات فنية، وتحقيق الوصافة، جعل الفوارق تتسع بينه وبينه بقية الفرق السعودية والخليجية والعربية والآسيوية، وأصبح الزعيم العالمي مضرب مثل لمن يريد التميز.
- فريق الهلال ما هو فاضي لـ»المحلية»، فهو يسعى لتمثيل الوطن في المحافل الرياضية الخارجية خير تمثيل، فقد خرج للتو من معترك خارجي «عالمي» حقق فيه ميدالية فضية، ويدخل في معترك آخر «آسيوي» يسعى من خلاله لتحقيق الذهب مع شقيقيه الشباب والفيصلي.