عثمان بن حمد أباالخيل
(إن المشاعر المؤلمة التي نكابدها في طفولتنا نظل نحس بمذاقها الحاد مهما بلغ بنا العمر) فدوى طوقان. المشاعر التي في دواخلنا عبارة عن شجرة ممتدة جذورها في أعماق أدمغتنا سواءً أكانت مشاعر إيجابية أو سلبية فهي مشاعر أبدية، أما المشاعر اللحظية تنتهي مع نهاية الموقف الذي يمر به الإنسان. المشاعر حالة عامة نعلمها ونراها ونتفهمها والتي تؤدي بطبيعتها إلى حدوث تغيرات نفسية وجسدية وكما ذكرت فإن المشاعر الإيجابية تحفز نظام المكافأة في الدماغ والذي تجعل الإنسان يشعر بالأمان، المشاعر السلبية هي تلك التي عادة لا نجد متعة في تجربتها ونسعى للتخلص منها، ومشاعرنا تستند إلى أسس كيميائيّة وعصبيّة في الدّماغ، والقلب ليس مكان المشاعر فهمته ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم. من خلال بحثي عن تقسيمات المشاعر وأسمائها توصلت إلى أنواع المشاعر يمكن تقسيمها إلى سلبيات (الحزن والخوف والعداء والإحباط والغضب واليأس والشعور بالذنب والغيرة) والإيجابية (السعادة والفكاهة والفرح والحب والامتنان والأمل) ومحايدة (الرحمة، مفاجأة) من المهم على الإنسان أن لا يلعب بمشاعر الآخرين فالمشاعر ليست ساحة لعب بل هي أحاسيس ودموع وقلق فيامن يهوي اللعب توقف ولا تجرج المشاعر، (لا تلعب بمشاعر الآخرين لأنك قد تربح اللعبة لكن الخطر أن تخسر هذا الشخص مدى الحياة) وليم شكسبير.
للأسف الشديد البعض لا يقدر مشاعر الآخر ويضع نفسه مكانه حين يجرحه ليشعر بالمرارة والألم والتوجع، حقيقة أومن بها ويؤمن بها الكثيرون إن الكلمة الطيبة بإمكانها أن تبي بداخلك الفرح والسرور والعكس صحيح. وحقيقة أخرى احترام مشاعر الآخرين خلق عظيم ولا شك أن الاستخفاف واللعب بالمشاعر باب من أبواب السخرية قال تعالى في محكم كتابة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). هناك من يملك القدرة على إخفاء شخصياتهم ونواياهم الحقيقية بشكل يسمح لهم التلاعب بمشاعر الآخرين والاستمتاع بأذيتهم إلى الحد الذي يرغبون به وهم كثُر في عصر مرحلة شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت أداة يستخدمها أصحاب القلوب القاسية والمراوغة والمداهنة.
إن مراعاة مشاعر الناس وأحاسيسهم يزيد في الود ويؤلف بين القلوب فالإنسان حساس بطبيعته يراعي مشاعر وأحاسيس من حوله، الناس جميعهم سواء أياً كان لونه وعرقه فهو إنسان لكن هناك شريحة من الناس يرون إن الناس ليسوا سواء في المعاملة. عبارات كثيرة في مجتمعنا وفي معظم مجتمعات العالم وعلى السنتْ البعض يقولها ويصيبون بها قلوب الآخرين دون مراعاة للإنسانية وربما يصيبون بها أقرب الناس وأعزهم. همسة (كن شيئاً جميلاً لا ينساه أحد وفكّر كثيراً قبل أن تجرح الطرف الآخر).