حينما حقق السعودي هادي صوعان فضية أولمبياد سيدني عام 2000 في رياضة ألعاب القوى وكذلك برونزية خالد العيد في الفروسية، لم يكن حينها جل الرياضيين واتحدث عن عامة الجمهور الرياضي وأيضا الإعلام والإعلاميين، لديهم رغبة في معرفة تفاصيل الأولمبياد وأبطالها وجوائزها ومدى قيمة تلك المشاركات على مستوى العالم.
لقد كانت كرة القدم ولازالت صاحبة الشعبية الأكبر في كل البلدان وهذا أمر طبيعي وواقع لا يمكن إنكاره.
لقد كنا واتحدث عن بلدي العظيم - السعودية - في مراحل عديدة من خلال كل مسؤول يأتي ويترأس اللجنة الأولمبية السعودية غير جادين في متابعة عملهم والخطط والمنهجية التي كانت تعد من أجل المشاركات القارية والعالمية في مختلف الألعاب الرياضية سواء جماعية أو فردية، وقد كنا ننتبه كرياضيين للعبة كرة القدم في تلك المحافل واتذكر اولمبياد سيدني على سبيل المثال حينما شارك منتخبنا عام 1996 وبعدها مع كل نسخة أولمبياد تكون أخبار الأبطال السعوديين ملفتة نوعا ما من خلال الصحافة.
اليوم يبدو ان الأمور تغيرت بعد الدعم الحكومي الكبير الذي يقوده سمو ولي العهد يحفظه الله، والذي شمل اللجنة الأولمبية، حيث شاهدنا قبل سنتين انطلاق اكاديمية مهد وشاهدنا بروز عدد من الأبطال في مختلف الألعاب وشاهدنا زيادة الاهتمام الإعلامي والجماهيري، وقد لفت نظري بشكل كبير جدا جدا دورة الألعاب السعودية والتي احتضنتها الرياض خلال شهر اكتوبر 2022 والتي كانت جوائزها مليون ريال لكل من يحقق المركز الأول ، وشهدت حينها النسخة مشاركة آلاف الشبان والشابات لمختلف الالعاب وكانت خطوة كبيرة وعظيمة لجذب كل نجم ونجمة باستطاعتهم تحقيق منجز للوطن مستقبلاً.
لقد كان مبلغ المليون ريال محفزاً لكل أب وأم ولكل شاب وشابة بعد أن نشرت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لحظات فوز الأبطال وردة فعلهم بعد كسب تلك الجائزة الكبيرة.
لقد شاهدنا كيف كان تكريم عدد من الأبطال الذين حققوا منجزات وطنية في الألعاب الآسيوية أو العالمية من قبل سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يحفظه الله، ولعلنا نتذكر على سبيل المثال انجاز طارق حامدي بطل الكاراتيه.
اليوم نحن أمام مستقبل لصناعة الأبطال من أجل تحقيق كل التطلعات وحصد الإنجازات، لقد كانت جائزة المليون محفز وأصبح الكثيرون يبحثون عن الأكاديميات والأندية، بل إن بعضهم طرقوا أبواب اللجنة في الرياض ويسألون عن كيفية تسجيل أبنائهم وبناتهم.
إننا سعداء جداً بالإقبال الكبير وزيادة تفاعل الناس مع الألعاب المختلفة وسعداء أيضا بملامسة شعار #بيننا_أبطال واستشعار قيمته واقترابنا بعون الله لتحقيق ذلك ويكون بيننا أبطال يحصدون الميداليات الذهبية في المحافل الدولية المقبلة.
** **
- محمد العميري