من حكمة الله -تعالى- أن يهب الأمراء والحكام صفات قيادية تعينهم على ممارسة مهامهم في الحياة العامة. وصفة الوفاء من الصفات القيادية التي انطبعت في ضمير الأمير محمد بن سعود وكان لها أثر كبير في واقع الحياة.
وقد سجلت لنا كتب التاريخ بعض الأعمال القيادية لدى الأمير محمد بن سعود في الوفاء حتى صار مضرب المثل في زمانه. يقول الشيخ حسين بن غنام: (وكان الأمير محمد بن سعود بحسن السيرة والوفاء وحسن المعاملة معروفاً ومشهوراً). ومن تلك الأعمال:
1. موقف الأمير محمد بن سعود مع زيد بن مرخان -أمير الدرعية الذي سبقه- حيث كفل الأمير محمد بن سعود زيد بن مرخان أمام مقرن بن محمد. فلما ظهرت بوادر الغدر من مقرن بن محمد قام الأمير محمد بن سعود بقتله.
2. موقف الأمير محمد بن سعود مع دهام بن دواس أمير الرياض، كما ذكرها المؤرخ حسين بن غنام في تاريخه، إذ كان بين الأمير محمد بن سعود ودهام بن دواس تعاون فلما طلب دهام بن دواس النجدة من الأمير محمد بن سعود أرسل له أخاه مشاري بن سعود على رأس جند لنجدة دهام بن دواس الذي كان محاصراً من قبل جمع من أهل الرياض، فتمكن مشاري من فك الحصار واستتب الأمر لدهام بن دواس على الرياض ثم عاد مشاري بن سعود إلى الدرعية.
** **
- د. فهد بن ناصر الجديد