د.شريف بن محمد الأتربي
قبل أكثر من 300 عام؛ وفي الدرعية تحديداً تولى الإمام محمد بن سعود الحكم معلناً تأسيس الدولة السعودية الأولى.
وخلال الفترة من تأسيس الدولة السعودية الأولى وحتى وقتنا الحالي لم تتوقف عملية التأسيس مطلقاً، بل إن جميع حكام آل سعود وضعوا بصماتهم وأسسوا دولتهم بكل جد وإخلاص من أجل وطن يضم الجميع ويسوده الأمن والأمان، فمن جزيرة العرب وتحديداً من الدرعية انطلقت قافلة البناء والتأسيس والتي لم ولن تتوقف يوماً - بإذن الله.
لعبت الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود دورًا كبيراً في التغيير الذي أصاب شبه الجزيرة العربية في مختلف ميادين الحياة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا.
لقد أحدثت الدولة السعودية الأولى نظامًا اقتصاديًا قائمًا على الشريعة الإسلامية كان له أثر بعيد على سكان المناطق التي خضعت لنفوذها، ونظمت أمور هذه المناطق الاقتصادية والمالية. ونجحت في إقامة مجتمع مترابط اجتماعيًّا طيلة فترة سيادتها، حيث شجع حكام الدولة السعودية الأولى العلم والعلماء، وإحياء العلوم الشرعية.
ظلت دولة مؤسس الدولة السعودية الأولى محمد بن سعود قائمة حتى تمكنت الدولة العثمانية المعتدية من الوصول للدرعية وتدميرها في عام 1233هـ/ 1818 .
بعد سقوط الدولة السعودية الأولى؛ وفي عام 1233هـ - 1818م قامت الدولة السعودية الثانية، حين استطاع الأمير تركي بن عبد الله تولي مقاليد الأمور، وكثّف جهوده لإعادة توحيد البلاد، حتى عام 1240هـ، حيث أخرج الحامية العثمانية من نجد، وهنا دخل الإمام تركي الرياض وجعلها عاصمة الدولة السعودية الثانية، وبعد عامين من حكمه بايعته البلدان بالإمامة وسعى من خلال ذلك إلى إعادة توحيد البلاد السعودية.
توفي الإمام تركي بن عبد الله بعد صلاة آخر جمعة من آخر يوم من عام 1249هـ، وذلك بعدما أصبحت البلاد تنعم بالوحدة والاستقرار.
وقيَّض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي استطاع استعادة الدولة، وبدأت معه مسيرة الدولة السعودية الثالثة، وتبعه من بعده أبناؤه الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله -رحمهم الله جميعًا- حتى تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- مقاليد الحكم، مستعينا بالله ثم بولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وخلال فترة حكم الملك عبد العزيز ومن خلفه من أبنائه، كانت حركة تأسيس المملكة تسرّع من وتيرتها يوماً بعد يوم، فلا تمر حقبة زمنية دون أن تزيد دعائم الدولة وتوطدها مدعومة بحب من شعب أبي كريم لا يرضى بغير آل سعود حكاماً.
جاءت بيعة سلمان بن عبد العزيز وولي عهده -حفظهما الله- بداية إلى تأسيس المستقبل المبني على رؤية محددة وواضحة، مرتبطة بإطار زمني، متابعة من قيادة الدولة بكل دقة وتقدير، فتوالت الإنجازات، فلا يمر يوم إلا وتجد هناك بصمة جديدة وإنجازًا جديداً يُضاف لسجل الإنجازات الذي يتسع أكثر فأكثر كل سنة لإنجازات الدولة الحافلة.
لقد فاقت الإنجازات تطلعات الشعب نفسه، فمن يرى الرياض وغيرها من مدن المملكة قبل 10 سنوات لا يكاد يعرفها الآن، فكل شيء يتغيّر للأحسن والأفضل، مدن خضراء، استدامة دائمة، رعاية للمرأة، والرياضة والصحة والتعليم، تبوأ للصدارة في كافة المحافل الدولية والعربية والإقليمية، كل يوم يمر على مملكتنا هو يوم تأسيس في ظل الملك سلمان وأبي سلمان -حفظهما الله وبارك في أعمارهما وعملهما.