تشهد المدينة المنورة نهضة اقتصادية وعمرانية غير مسبوقة, تحولت شوارعها وأحياؤها إلى خلية نحل من العمل المتواصل, حيث المشاريع في كل زاوية من أحياء المدينة المنورة التي تمثل خير شاهد على النشاط الاقتصادي الكبير, الذي سينعكس على توفير الفرص الوظيفية النوعية والفرص الاستثمارية التي تزيد من المحتوى المحلي وتساهم في نمو الاقتصاد غير النفطي للمملكة, وذلك من خلال الاعتماد على الميزة التي تتميز بها المدينة المنورة بوصفها وجهة إسلامية وثقافية عصرية, حيث يتم التركيز على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتحسين جودة الحياة من خلال العديد من مشاريع البنية التحتية ومشاريع الضيافة والتركيز على المواقع التاريخية بالمدينة المنورة, ويحكي هذا التقرير عدداً من المشاريع القائمة بالمدينة المنورة وهي:
مشاريع هيئة تطوير المدينة
يحتل مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء الصدارة حيث سيتم توسعته لعشرة أضعاف ليتسع لأكثر من 66 ألف مصلٍّ مع الحفاظ على المزارع والأماكن التاريخية المجاورة له لإثراء تجربة الزوار, وجرى حالياً إزالة أكثر من 200 عقار في مرحلته الأولى وذلك لرفع كفاءة مبنى المسجد القائم حالياً بمنظومة الخدمات المصاحبة له وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة لرفع كفاءة التفويج وتسهيل الوصول للمسجد، كما يأتي مشروع توسعة مسجد القبلتين ليكون مركزاً حضارياً وتطوير الخدمات المقدمة في نطاقه، إضافة إلى مشروع مسار طريق الملك فيصل والمناطق المحيطة به في الجزء الشمالي الغربي منه.
مشاريع أمانة المدينة
تميزت أمانة المدينة المنورة بمشاريع التشجير والأنسنة وعلى رأسها مشروع جادة قباء وجادة أحد والتي ترتبط بممشى متصل مباشرة مع المسجد النبوي الشريف إضافة إلى إنشاء عدد من الطرق الحيوية وهي طريق قباء الموازي،المطار، الأمير مقرن، الأمير عبدالمجيد، طلحة بن يحيى، مضاء الهمداني، عائشة بنت قدامة، نوفل بن عبدالله، كما تضع اللمسات الأخيرة على تقاطعات مهمة كتقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع الدائري، وتقاطع طريق عمر بن الخطاب مع الدائري، وتقاطع خالد بن الوليد مع سلطانة، وتقاطع الأمير نايف مع السلام.
المواقع التاريخية
تحظى المدينة المنورة بالعديد من المواقع التاريخية والمعالم والآثار النبوية من مزارع وآبار وآثار مختلفة، حيث جرى إعادة تأهيل 8 من هذه المواقع التاريخية لاستقبال الزوار: مسجدَ الغمامة، مسجدَ السقيا، مسجد الراية، مسجدي أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - ومسجد بني أنيف، وبئر غَرس أحد أهم الآبار النبوية، وقصر عروة بن الزبير. كما أن بئر عذق بجوار مسجد قباء أحد المواقع التي طورت ورممت عن طريق طرحها للاستثمار وفتحها للزوار، حيث تستهدف تدشين أكثر من 100 موقع تاريخي ووجهة إثرائية لزوار طيبة الطيبة التي تقوم بها لجنة المواقع التاريخية الإسلامية والوجهات الإثرائية المنبثقة من لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن.
المشاريع الطبية
تزخر المدينة بعدد من المستشفيات تحت الإنشاء وهي مستشفى جامعة طيبة الذي سيتسع عند اكتماله لـ800 سرير ومستشفى الأنصار الذي يقع في حدود مشروع رؤى المدينة بجوار المسجد النبوي بسعة تصل إلى 244 سريراً ومستشفى فقيه في سلطانة الذي اكتمل بناء العظم فيه ويتسع لـ200 سرير بينما تجري أعمال الحفر لمستشفى الدكتور سليمان الحبيب على الدائري الثاني بسعة تبلغ 300 سرير أما مستشفى أساطين المدينة والذي تجري في موقعه أعمال الحفر سيضيف 200 سرير. كما أن موقع مشروع دار الهجرة يحتوي على مبنى مايزال في مراحله الأولية صمم ليكون مستشفى أيضاً.
مشاريع صندوق الاستثمارات العامة
يتواجد الصندوق بعدد من المشاريع الكبرى التابعة لصندوق الاستثمارات العامة وهي رؤى المدينة أكبر مشاريع الضيافة في العالم بسعة 47 ألف غرفة فندقية بمساحة 1.5 مليون متر مربع والذي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة لتيسير استضافة 30 مليون زائرحيث أعلن مؤخراً عن تواجد عدد من الفنادق العالمية كجراند حياة وحياة ريجنسي وحياة بلايس كما أعلن عن مشروع قرية الحضارة الإسلامية وانضم له مشروع دار الهجرة، كما تبرز عدد من مشاريع صندوق الاستثمارات العامة بالمدينة المنورة كمشروع المجمع الترفيهي التابع لشركة سفن ومشروع داون تاون والذي يقع بجوار مشروع دار الهجرة.
المشاريع التنموية
تتسابق المشاريع الفندقية والسياحية والتجارية وأولها مشروع ملتقى مدينة المعرفة الذي يتم بناؤه على مساحة تتجاوز الـ 180 ألف متر مربع ليكون أكبر وجهة سياحية وترفيهية وتجارية مميزة تضم سوقاً وفندقاً وساحات مفتوحة للمطاعم والمقاهي ومرافق متنوعة والذي من المتوقع الانتهاء منه نهاية العام القادم 2024، إضافة إلى مشروع بوابة المدينة المرتبط بمحطة قطار الحرمين ويحتوي على مجمع تجاري وفندق ومرافق أخرى، إضافة إلى عدد من الفنادق الجديدة التي يتم بناؤها بمختلف أنحاء المدينة منها شيراتون طيبة يتكون من برجين وفندق كمبينسكي إضافة إلى مشروع تطوير منطقة واحة العيون وتحويلها إلى مساحات حضرية تتضمن مشروعات سياحية وترفيهية وفندقية مع مراعاة قيمتها البيئية والتراثية.
القطاع الاستثماري
عملت شركة المقر الذراع الاستثماري لأمانة المدينة المنورة على استقطاب العديد من المستثمرين وتوقيع العديد من الاتفاقيات والتي من المتوقع أن تبدأ معظمها قريباً كمشروع مشراف ومدينة الغذاء ومشروع درب العالية ومشروع مجتمع عود وإنشاء عدد من الصناديق الاستثمارية ويبقى التحدي أمام هذه المشاريع هو سرعة البدء في تنفيذها وإنجازها في وقتها المحدد مسبقاً كونها ستشكل جزءاً كبيراً من الحراك الاقتصادي للمدينة المنورة.