ناهد الأغا
لا يغفل أحد مدى أهمية الإعلام، والمكانة الرفيعة، والمنزلة العالية، التي يحتلها في كل دولة، وما يمثله من كيانٍ مهمٍ في رسم سياسات الدول، ونقل رسائلها إلى الملأ، ونقطة وصل مع غيرها، فهو أداة فاعلة وقوية للتواصل، إضافة إلى دوره المهم جدا ًفي صناعة العقول، وتحريكها، وخلق التوجهات وأطرها للأفراد، فهو بحق من يصنع الأحداث والأخبار، بل إنه تجاوز ذلك حتى أصبح البيئة والنمط العقلي والثقافي، الذي نحياه بشكل يومي، وتعدى الأمر إلى أن أصبح حاجة مجتمعية لا يمكن الاستغناء عنها البتة في عالم اليوم.
واليوم نقف وقفة إجلال وتقدير، لما وصل إليه الإعلام السعودي من مكانة عالية الشأن، وتصدره وريادته، وقوته وعنفوانه الذي لم يتبدل مهما مضت الأيام والأعوام، والسنون، والعقود، ونحن نراه اليوم يقود المشهد الإعلامي ويصنعه، وليس ينقله فقط فنِعم المدرسة العالية البنيان، الشامخة السامقة، التي كرمني الله عز وجل أن أسلك في دربها ومسلكها، وأستقي من منبعها ماء عذبا ًصافياً لا تشوبه شائبة، وأن أتتلمذ على يد كرام بررة من نُخب متميزة حباها الله العليم من فضله وعلمه، خير المعارف والدراية.
وبفضل الله وكرمه عاد عقد المنتدى السعودي للإعلام بنسخته الثانية، بعد انقطاع لم يكن باليد أو الحسبان بسبب (كورونا)، ليعود الألق، وتسطع نجوم الإبداع متلألئة في سماء الفكر اليقظ والمنطلق نحو العلياء، التي عرفها وعرفته، ولا ترضى بغير أرفع المنازل له، والتقت النُخب المتميزة، ومن سلكت في دروب الإعلام وبلغت مبالغ تطاول عنان السماء، في هذه البقاع الطيبة، لتعيد رسم طرق، وتعبد مسافات شاسعة في مسيرة الإعلام، وتأهيل شخصيات واعدة، وتمكينها، وتقديمها إلى مستقبل مشرق الملامح، اتضحت معالمه في مضامين ومحاور، ورؤى، تلاقى فيها القديم مع الجديد بحوارات بناءة وقيمة.
وكم أسرتني تلك اللحظات الخالدة، حينما اختتمت فعاليات المنتدى بتكريم شخصيات وقامات إعلامية سعودية وعربية، وتقليدهم بأرفع وأسمى الجوائز، التي يستحقونها بكل فخر واعتزاز.
وكم لجمال المبادرات، التي طرحها هذا المنتدى الكريم من أثر بالغ الأهمية في تشكيل ورسم صور مشرقة لما سيكون، بالاستفادة مما كان، واستشعرت مليا الإيمان الحقيقي بالإنسان، وأنه صانع التغيير، وعنوان الحضارات، لأجد نفسي تحت ظلال رؤية الخير رؤية 2030 التي آمنت بقدرات الإنسان وضرورة تمكينه للغد، الذي سيكون من بناته وأعمدته الثابتة.
وما زاد الجمال جمالا ًفي أيام المنتدى أن تزامن مع فعاليات المنتدى، وغمرة احتفالات المملكة العربية السعودية الغراء بيوم التأسيس المجيد، فتجاوز الحوار الإعلامي حدود اللقاءات وعرض الأفكار إلى الوقوف على الإرث الحضاري والتاريخي ومسيرة الإنسان السعودي الأول، وبداية الخير، وقيام البناء والعمران، فأكرم بها من جهود قيمة من الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون ورئيس منتدى الإعلام السعودي، رئيس جائزة الإعلام السعودية الأستاذ القدير محمد فهد الحارثي بتخصيص زيارة للمشاركين في أعمال المنتدى إلى موطن الحضارات الإنسانية القديمة مدينة العُلا، الشاهدة على عظيم الإرث الحضاري والتاريخي والتراثي، الذي يُحاكي يومنا منذ ذلك الزمن الخالد في النفوس والوجدان، وأزجي عبارات الشكر والثناء لعظيم الجهود التي بُذلت لإنجاح أعمال وفعاليات المنتدى.
ولا بد لي من الختام، بالتهنئة والتبريك لكل من كُرم من إعلاميين سعوديين وعرب خلال المنتدى، وأزجي عبارات خاصة لمن اختير «شخصية العام الإعلامية في هذا المنتدى، الأستاذ القدير خالد المالك، أدام الله عليه توفيقه، ودام سيفه القلم ماضيا ًنابضاً، وذخيرته الكلمة حية يقظة في حضن الوطن الذي يحبه، وأحبه.
ونسأل الله العلي القدير أن نلتقي في المنتدى الإعلامي الثالث، وتشكل الإعلام في عالم مختلف حقا، يقود فيه الإعلام السعودي مسيرة لا تعرف الانثناء أبداً.