مر العام الأول على صدور الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أدام الله عزه وحفظه على أن يكون يوم 22 من شهر فبراير يوماً للتأسيس، وتسابق المحبون لوطنهم من علماء ومسؤولين ومثقفين وكتاب ومؤلفين وإعلاميين وشعراء في الحديث أو الكتابة عن هذا اليوم الوطني المجيد، فهو ذكرى خالدة لبداية تاريخ مجيد عظيم بتضحيات أبنائه، وعطاء قادته، وتعاون شعبه مع قيادته، وقبل ذلك توفيق رب العالمين له، كونه قبلة المسلمين، ومهوى أفئدة عباد الله المؤمنين، وهي الدولة الوحيدة التي قامت على الكتاب والسنة واعتنت بهما، ورعت الحرمين الشريفين، وقاصديها، فكان هذا اليوم رمزاً للتاريخ المجيد، وانطلاقاً للحضارة التي ليس لها شبيه أو مثيل لكيان أسسه الإمام محمد بن سعود للدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م.
فكان من أهداف هذا اليوم المجيد يوم التأسيس ما يلي:
1 - الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية.
2 - الاعتزاز بالارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم.
3 - الاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الوحدة والاستقرار والأمن.
4 - الاعتزاز بصمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها أمام الأعداء.
5 - الاعتزاز باستمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها وقادتها.
6 - الاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.
7 - الاعتزاز بإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والوحدة.
فكان يوم التأسيس مناسبة من مناسبات الوطن مخبراً عن تاريخ هذا الوطن العظيم الذي انطلق قبل ثلاثة قرون، وتأسيس كيان سياسي يحقق الوحدة والاستقرار والنماء والازدهار، ويستشرف لغد مشرق بطموح قادته وعزيمة أبنائه، وولائهم لولاة أمرهم، وانتمائهم لوطنهم الغالي، فهذا التاريخ يزيد من قوى الأبناء في تضحيتهم لبلادهم، وتقديم الغالي والنفيس في عمارة هذا الوطن، وأن هذا الكيان المملكة العربية السعودية أطنابها في عمق التاريخ منذ ثلاثمائة عام ولا فضل ولا منّة لأي دولة قامت في استقرارها وأمنها ورخائها، كما قال سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
فالفرح بالوطن وإنجازاته، والعمل لنهضته وعمارته واجب شرعي، وفطري يعمل به أهل العقول السليمة الصحيحة، ويخالف في ذلك أهل الأهواء، والأحزاب والفرق الضالة المنحرفة عن منهج أهل السنة الجماعة، فكان لوطننا الماضي العريق، والحاضر المشرق المشرف، والمستقبل الذي يحمل الرؤية والطموح.
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام عليها أمنها، وقيادتها، ورغد عيشها.
وحفظ الله ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأدام عزه، وحفظ ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان ونصره.
إن ربي سميع مجيب.
** **
- عبدالرحمن بن عبيد السدر